مرحبا بالزائر الكريم

أحب الصالحين ولست منهم ، لعلي أن أنال بهم شفـــاعة
وأكره من تجارته المعاصي ، ولو كنا سواء في البضاعة

أبحث في قوقل

08‏/08‏/2021

الصاحب !

الصاحبٍ اللي ما يجي مثله إنسان
ياما انتشلنا من محيط الرتابة
طَيّب و متواضع و مبدع و فنان
ما ضاق باللي لا طفَش دَقّ بابه

وجهه بشوش ومسفهلٍ و فَتّان
يفر من نوره ظلام الكآبة

ما أنزَل جليسه في مذلة و حقران
و الكِبْر عمره ما تَلَبّس ثيابه

ممتع و له وقفات في كل ميدان
للجِدّ جِد و للدعابة دعابة

ياما أسْعَد إنسانٍ و ياما أشْغَل إنسان
كم واحدٍ سيطر عليه و غدا به

و أنساه خِلاّنٍ و وَدّاه خِلاّن
و مَشّاه في صحراء و وَدّاه غابة

و ياما قطع حبل الصِلة بين الأخوان
وكم قاطعٍ من رحلة الهجر جاء به

وياما حفظ سرٍ عن عيون و آذان
و ياما نشر عيبٍ خطير و سعىٰ به

للخير معوان و للشر معوان
شيخٍ بوقت و وقت قائد عصابة

يمشي مع أطفال وشبابٍ وشيبان
ويرافق النسوان حضرة جنابه

بالصدق له شأنٍ و بالكذب له شأن
و يزيد قَدره و يتجَدَّد شبابه

علمه غزير و بالفصاحة له لسان
قبل السؤال يتم يعطي جوابه

طعامه بجوفه لهائب و نيران
و الماء لو إنه عذب يَكرَه شرابه

ينظر بعينٍ كنها عين ثعبان
تَلْمَع بوجهه كبر رأس الذبابة

وعيونه الخلفية عيون شيطان
أقوى نظرها من عيون الذيابة

ويبكي بلا دمعٍ من الجفن هَتّان
ويضحك و لاعمره تبَسَّم بنابه

متحدِّثٍ بلسان أعاجم و عربان
و يقرأ الحروف و ماهرٍ بالكتابة

ساد بزمانه وأذهل الإنس والجان
و رقىٰ مكانٍ ما به أحدٍ رقىٰ به

أخذ عقول الناس حضرٍ و بدوان
و أحدَث وجوده ثورةٍ و انقلابَه

أنا أشهد إنه للمهمات عنوان
حائز على أوصاف الذكاء و النجابة

عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي

الواقع والواقع الافتراضي

واقع نعيشه مختلف مثل الألعاب
ينْزِل لها تحديث في كل ساعة

نجلس سوى لكننا مثل الأخشاب
أقراب ما كنا ربوع و جماعة

نَعرٍف ملامحنا و لكننا أغراب
قِلّ اهتمام بدون هجر و قطاعة

متجَهِّم الشائب و متوتر الشاب
ولا فيه شيءٍ يستحق استماعه

و نواجه الكذاب ونقول : كذاب
و نَعرِف كلام الصدق ونقول : إشاعة

نزعل بدون أسباب نرضى بلا أسباب
شَغْلَة مزاج و قِل عِرف و لكاعَة

حتى المروءة مغلَق بوجهها الباب
خوفٍ من الوجه الغريب و خداعه

سوء النوايا مصدر إلهام و إعجاب
و الطَّيِّب مغَيَّب ولا له شفاعة

وقتٍ به النَّصَّاب ما يدخل الباب
و يهدِّد الآمِن و يلوِي ذراعه

يدخل من الشاشة بخفية و ينساب
ويسحب على آثار الجريمة شراعه

تبدَّلَت رؤس المفاهيم بأذناب
و يفاخر الضائع بكثرة ضياعه

حتى الوقور اللي على أخلاق وآداب
محشور بين المرجلة و المياعة

لولا بقايا أهل الفضيلة و الألباب
اللي لهم عن كل علة مناعة

اللي يحصدون التميّز و الإعجاب
اللي يبثون الأمل و القناعة

و يذَكّرون الناس في رب الأرباب
و يثنُون من عَزْم الجَهَل و اندفاعه

لقيت الأكثر من عقول البشر غاب
و لا عاد أَحَد له بالمبادئ طماعة

وساد التخلف و التطرف و الإرهاب
و المهزلة تسلطنت و الخلاعة

عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي

20‏/06‏/2021

المحايد

واجه عدوَّك و انتبه للمحايد
تراه في صدرَك سلاحٍ مزَهَّب

من لا يحَدِّد موقفه بالشدايد
ويصير واضح بالزمان المشَهِّب

لا تأمنه يفتل حبال المكايد
خذ الحذر يا ابن الحلال وتأهَّب

طعن الخواصر ما يجي من بعايد
يجي من أصحاب السلاح المذهَّب

اللي لهم بالغدر طبع و عوائد
واِليا عَرَف ضعفك يجيك يتلَهَّب

عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي

11‏/04‏/2020

تقلبات الحياة

الكبير اللي بنى الحلم في عمر الشباب
وأنخدع في زيف الأحلام وأغواه البريق


حَلّقَت فيه الأماني على متن السحاب
واسقـطَـتـْه بلا مظلّة على وادٍ سحيق


واديٍ قائم هشيمِه على رجوى السراب
تستغيثه قبل لا يشتعل فيها الحريق


واستفاق من الرضوض وعرف حجم المصاب
وانفجع من قسوة العجز وغياب الصديق


ماقدر يبكي من الهول والدهشة، و غاب
عن عيون الوعي، وأكبر طموحه مايفيق


الحياة أشبه بمركب سريع الانقلاب
كم سعيدٍ فوق ظَهْره وفي لحظة غريق


لليال عيون حلوات، والغيب النقاب
كم ستر خلفِه تَشَوِّه وكم وجهٍ طليق



سلامات يالأرض من كورونا

سلامات يا الأرض

يالأرض من هذا البلاء كيف الأحوال
عَلَام ليلك طال وأنتي تدورين


ماودنا والله نشوفِك بـ ـهـ الحال
تألّمين و تنحبين و تـُـوَنّين


سطحِك تمزّق وأصبح من الوباء أوصال
وعزلتي العالم سُواة المساجين


ماعاد به حِلّ وسياحة و ترحال
ومساجدِك ما يدخلوها المصلين


الله يدفع عنك يالأرض الأهوال
ومما دهاك من المصائب تَعَافَيْن


عبد العزيز شداد الحربي

بيت القصيد



بيت القصيد

أنا لي موطن بكل العصور و لِي أَه‍َل وأحباب
أنا اللي ما مَلَلْت من الحياة ولا أنكسَر نابي


أنا الفارس وأنا سيفه وأنا الزارع وأنا الحَطَّاب
وأنا العازف وأنا النازف وأنا المشغول بأتعابي


أنا الجَرح الذي يسقي نزيفه جنة من أعناب
أنا عُود البخور إن حَرّقوا بي فاحت أطيابي


أنا البيت الذي يفتَح على كل الدروب أبواب
أنا شيخ الزمن عمره قضى واقف على أعتابي


أنا التاريخ أنا الجغرافيا ومجمَّع الآداب
أنا المستوطِن الحاضر وأنا البادي والأَعرابي


وأنا الماضي وأنا الحاضر وأنا الآمر وأنا البَوّاب
أنا العالِم وأنا الجاهل وأنا الشرطي والإرهابي


أنا الغامض وأنا الواضح وأنا الصادق وأنا الكذاب

وأنا المادح وأنا القادح وأنا الناسك وأنا الصّابي


أنا النعمة وأنا النقمة وأنا الحكمة وأنا المحراب
وأنا المسرَح وأنا المُضحِك وأنا المُبكي والإطرابي


أنا الموجِز وأنا المعجِز وأنا الإطناب والإسهاب
أنا الوافي وأنا الجافي وأنا المفتون بأصحابي


أنا جَمـْع النقايض كلّها متعَدِّد الألقاب
أنا ( بيت القصيد ) و كل هـَ ـالعالَم تَغَنّىٰ بي

عبد العزيز شداد الحربي

24‏/10‏/2018

تعلم من الطبيعة


تعلّم من الشمس ضبط المواعيد
‎وتعلّم من الأرض صبرك على الناس
وتعلّم البهجة وخذها من العيد
‎ومن الزهور وطيبها صدق الإحساس
ومساحة الصدر اقتطعها من البيد
‎ومن الحديد وقسوته قوّة الباس
وتعلّم من الليل سـتر الأجـاويد
‎لا تصير ناشر  للمعايب و بلّاس
و خذ الحذر يابن الأوادم من الصيد
‎ومن السحابة والسماء رِفْعَة الراس
ومن النحل ذوقه وطِيب المواريد
‎و تَرْكِه وخِيم المنبت و وَحْل الأدناس
ومن المطر طيب العطاء والمقاصيد
‎يحي الغصون اللي من الوقت يبّاس
و خذ الثبات من الجبل شامخ الحيد
‎لاتصير أمام العاصفة تقل قرطاس
وعن السراب وخدعته خلك ابعيد
‎مايعطي اللي يتبعه غير الإفلاس
وخلك كما العود الذي طيبه يزيد
‎ريحه يطيّب لا انحرق كل مجلاس
وإذا عجزت تقاوم الضعف وتفيد
‎تجنب الهفوات ومبالش الناس
   عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي



30‏/09‏/2018

قصيدة : الوعود


يابنات الفكر بالرأس أقْعِدِن
دَلَّة الفِكر استـوى لي صَبّـها

سولفِن لعيوني اللي ما ارقِدَن
من زمن حلو الكَـرىٰ ماطَبـّها

وأعلـِنن وَقْف التفاهم والهُدَن
وأشعلـِنّ الحرب باللي شَـبّـها

المحبـّة مـَاتَـأَتَّـىٰ مـن لـَــدُن
واحد قلوب البشر يلعب بها

جئت متصلّب وتبغاني لـَدِن
لا ؛ أنَـانِـيَـتـْـك هــذي كِــبـها

أنت ما أنت بعائش بجنّة عَدَن
أنت فـي دنيا عمـيـقٍ جُــبّـها

يوم كنت أقول لك: أقرَب وأدِن
تقـْطَع حبال الوَصـل وتجـبّـها

والوعود اللي غداً جئت وغَدَن
ولا اتركَن لك فرصةٍ تكذب بها

واهْبطَن انفاس صدرك واصْعَدَن
غَلْطِـتَك هـذي تحَمّـل غِـبّــهَـا

واسمع ردودٍ بـها سِم الـبـَدَن
كَـم سَنَـة والنـار فِـيّ تشـبـها

أكرهِك كرهي لأمانات المدن
رغم كبر جهـودها ما احبـها

من عيونه للمثالب يرصـدِن
مامَلَك حب القـلوب و لُبـّـها

والشفـاه اللي بحـبـك ماشِـدَن
شوف وش قَدّمت قبل تسبـها

والظنون اللي عن الدرب يحدَن
لا متابـِعـْها ولا راكِب بــَـهـا

والكفوف اللي بخيرٍ ماندن
لامـُـقَـبّـلْـها ولا نـاشِب بـَهـا

عبد العزيز شداد الحربي

27‏/05‏/2018

حوار مع النفس


         ----- حوار مع النفس -----

نفسي تزايد من عناها هبالها
‎أخطيت يوم إني سعيت بدلالهـا
كنت أحسب إن النفس تشبع وترتوي
‎وأسرفت في تحقيـق ماجـاء ببالهـا
ويوم اكتشفت إن الخطر حام حولنا
‎بأسبابها وأسباب ترك الهوى لهـا
حاولت أروّضهـا وأعدّل طباعهـا
‎وعَصَت عليّ وبان منهـا خبالهـا
وقامت تطالبني وتصرخ وتنتخي
‎وتلوذ برقبتي وترمي بشالهـا
وتقول: تكفى! شف غدت كيف حالتي
‎من شافها لو هو عدوٍ رثى لهـا
قلت: أقنعي يانفـس ماعاد عندنا
‎لِك حاجة ٍ تقضى قريبٍ منالهـا
أتعبت فـي كل أمنياتِك جوارحي
‎حتى اشتكى جنوب الأعضاء وشمالها
قالت: وش اللي غيرك، قلت: خالقي!
‎ثم اسكتت ساعة! ورَدّت سؤالهـا
وقالت: ترى ربك بعفوه ورحمته
‎يغفـر ذنوبٍ ماقدرت احتمالهـا
قلت: إيه قلتي حق تبيـن باطل
‎رحمة عظيم الشأن طالب ظلالهـا
قالت: غريب الفكرة اللي تشكّلت
‎في داخلك حتى افتتنـت بجمالهـا
وخَلتْك ترفضنـي وتهمل مطالبي
‎وتقلـِب عليّ الطاولـة باحتفالهـا
قدّامَك الأيام والحرب قادمة
‎وتَعْرِف من اللي ينتصر من خلالهـا
قلـت: الله القادر بعزه وقوّته
‎ينصر جيوش الحق و يعز جالهـا
ولازالت النفس يتعاظم عنادها
‎وترفع عليّ من الدعاوي هزالهـا
ولازلت أحاورها عسى يوم تقتنـع
‎وأزريت أسكّتها و أوقّف جدالهـا
   عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي

16‏/05‏/2018

تجاهَل

تجاهَل

لاتنقل اللي من ورانا يقولون
وش مصلحتنا يوم نَعـْرِف غثاهم

ماهمنا اللي بالمعائب يهرجون
ولانشدنا من هو اللي وراهم

اللي رضوا بالدون يبقون بالدون
واللي مايفهم كيف معه نتفاهم

مادام بالعالي مايبغون يرقون
لايسحبونك تنزل لمستواهم

تجاهل اللي بالمجالس يلجون
واطلب من الله لايصيبك بلاهم

مايردع المجنون عادة وقانون
ومتكبرين القوم ضائع دواهم

موسى نبي ولا اقتنع فيه فرعون
ولافاد قارون الذهب والدراهم

عبد العزيز شداد الحيسوني

05‏/12‏/2017

يارب أغثنا

يارب أغثنا.!

يارب أغثنا بالمزون الممطرة
وتعم في خيراتها كل ابْلدي

توحّدت بالجو بعد البعثرة
وخبط المطر يبدأ قبل لاترعدي

والماء بُعَيْد الظهر قامت تنثره
وبلٍ وصوته خالطه وقع ابْردي

يالين مابه وادي أحدٍ يعبره
وروافده تقول ديبان اتـْعَدي

وكن المرايا بالفياض مكسّرة
إذا تخلل خيط شمسٍ عسجدي

أما الجبال من البَرَد متميزرة
لبست حرام أبيض مهاب المشهدي

ريحة ثراها من نقاها معطّرَة
مع النسيم العابر المترددي

والخير في كل النواحي تنشره
والأرض ترفل بالخضار و ترتدي

والكل باح بما يحس ويشعره
الناس تضحك والطيور تغردي

والحمد لله أشكره وأستغفره
نرفع بشكوانا إليه ونسجدي

عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي

أُمّي !

يارب من لأمّي!؟

يارب مَن لـ (أمّي) إذا مسها الضيق
‎وخلت زغاريد الفرح والسعادة
همٍ تشيله بالثقل يشبه طويق
‎همٍ سطى فيها وحقق مراده
رحيمةٍ شالت هموم المخاليق
‎رفيقة الإيثار بنت الإراده
عظيمةٍ تعشق علو الشواهيق
‎وحب المعالي طبع فيها وعاده
كريمةٍ مثل المزون المغاديق
‎المال في يدها سريعٍ نفاده
بنت الرجال أهل الوجيه المطاليق
‎أهل العلوم الغانمة والرياده
يارب أنا ما اطيق ما اطيق ما اطيق
‎ما اطيق أشوف أمي تعيش بنكاده
هَدّ المرض منها العظم والمعاليق
‎والليل ماذاقت حلاوة رقاده
للدمع بخدودي دروب وطواريق
‎ومما تحس أمي هجرت الوسادة
حرام لو تشرف على القلب وتويق
‎اتشوف قلبي كيف حوّل رمادٓه
يامغرقتني في فضايلك تغريق
‎لك كل مااملك يالحنون وزياده
بس اضحكي يكفي عذابٍ وتحريق
‎مالي على تكدير جوك جلاده
يارب ترزقنا هداية وتوفيق
‎وبرٍ بها بر نتذوّق براده
يارب طوّقها برحمتك تطويق
‎واجمع لها الصحة وحسن العباده
عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي

29‏/10‏/2017

أنا !

أنا السعيد اللي ضحك حوله الكون
وأنا الحزين اللي يرى الشمس غيمه

من فرحتي كل البشر بي يهلّون
وعن واقعي حزني عزلني بخيمه

جالس كذا ! مدري وش اللي يقولون
جسمي هنا ! والعقل ذب الخريمه

وإذا زهمني واحدٍ قلت: وشلون؟
وضحكت؛ والموضوع قصة جريمه

أبـ أخفي اللي داخلي لايعرفون
عما تخبيه الضلوع السقيمه

حتى ظَهَرت لبعض الأصحاب مجنون
بتناقضي وأعراضي المستديمه

عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي

11‏/10‏/2017

ماني موافق

- ماني موافق -

ماني موافق ولو هـزيت لك راسـي
‎أحيان مـصدوم رأسي وأقـعد أهـزّه
ينزل تحت لاستجاب لوقته القاسي
‎وسـرعـان مايرتـفـع ويـعـَوّد لعـِـزّه
من أول يسج قلبي وأطرد اعماسي
‎وهالحـين ماغير أدفـّه دفّ وأكـزّه
ولاهو بعيدٍ يصاب بفـَقد الاحساسي
‎من كثر ماصاحب الاحباط وإلتــَـزّه
عجز يتأقلم بفوضى ووضع منحاسي
‎كل ماوضع خطوته بأشواك مرتـَزّه
كنه يقلّب على جمرٍ بمحماسي
‎وإلا بصيخ الشوي معرض على الجـَزّه
لاتسألوا عن مدى صبري وعن باسي
‎من عـزّه الله يعيش ويبشر بعِـزِّه
   عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي

06‏/10‏/2017

صور من حياتي!


صور من حياتي أرويها لكم:

ولدت عام ١٣٩٠هـ في أسرة بدوية حالها حال كل مجتمعها في ذلك الوقت ، ترحل خلف وميض البرق ومواقع القطر في أي مكان.

دينهم الإسلام الحنيف بالفطرة ، يتعلمون منه مايحل مشاكلهم، و مايعرفون به الحلال والحرام ، لايخوضون بالدين ، ولايبحثون عن جوابٍ لأمرٍ يحتمل وقوعه.

أخلاقهم كلها قيم ، ورجولة ، وشهامة ، وصدق ، وشجاعة ، وإباء ، وعزة نفس ، وجدية متناهية، ليس للهزل في حياتهم مكان، حتى مزاحهم وأفراحهم فيها جدية وحذر.

وسيلة إعلامهم الضيوف والمسافرون والزوار والعائدون من الأسواق.

أسئلتهم عما يهمهم ويمس حياتهم فقط.

وسيلتهم في الترحال والانتقال الإبل ، ورأس مالهم  الغنم ، منها مأكلهم ومشربهم ومسكنهم،  ومما يبيعونه منها ملبسهم وبعض إلتزاماتهم .

طبهم الكي ، والحجامة ، والفصد، وبعض الأدوية العشبية ممايعرفونه من نباتات أرضهم أو مما يجدونه في دكاكين العطارة .

مساكنهم بيوت الشَّعَر التي يصنعها النساء من شعر الماعز وأصواف الضأن ووبر الإبل ، بها يستظلون من حرارة القيض وعن وابل المطر ، وبها يلوذون عن زمهرير البرد ورياحه القارسة.
يكرمون الضيف مما يجدون ومما يتوفر لديهم، لايسرفون ولايراؤون،  وضيوفهم يسترون التقصير وقلة ذات اليد.

تنقّلت مع أسرتي في كل مكان ينبت الكلأ والعشب ، فإذا ماتيسرت الأحوال عادت إلى ديارها مابين المدينة المنورة والحناكية .

شاهدت كل الظواهر الطبيعية على الطبيعة وعشت أفراحها ورعبها ، من ظلامٍ دامس ، ونجوم زاهرة ، وقمر منير ، وفجر بارد ، وصباح منعش ، وظهيرة تتوهج من حرها البيد، وسراب كأنه الغدران في المستوي من الأرض ، يعكس الأجسام ويضخمها ، ولفح سموم حارقة تشوي الوجوه ، أو لفح زمهرير قارس تتصدع منه الجلود ، وتتفطر منه الأيدي والأقدام ، ومناظر العشب الذي يكسو الطبيعة بألوان مختلفة ويبث أريجه مع نسائم تشفي العليل، وسنوات عجاف تكسو الأرض بالغبرة والقتام تترنح من شدتها الدواب هزالاً، وتملأ وجوه الناس حيرة وقلقاً من مستقبل مجهول العواقب ، مناظر البرق في النهار كأنه سيوف مصلته بأيدي كماة غطى صهوات خيلهم النقع ، أما في الليل فيخطف الأبصار ويملأ المكان خوفاً ورعبا، وهزيم الرعود تزلزل الأرض تحت الأقدام ، يجعل الناس يتحركون بكل اتجاه فهذا يتفقد ماشيته ويقرّبها ويقطّعها الأودية، لكي لاتحول السيول بينه وبين أهله فيضطر للمبيت مع أغنامه بالعراء تحت المطر وفي مواجهة البرد والجوع وفي مسارح السباع والذياب ، والنساء يتفقدن بيوتهن ويتأكدن من جودة أعمدتها وقوة أطنابها وتثبيت أوتادها ، حتى لاتقع عليهن وعلى أبنائهن في الليل إذا ماتبللت من الماء وثقل وزنها ، ويجمعن الحطب تحت البيوت لئلا يبلله المطر فتبيت أسرهن بلانار تدفئهم أويطبخون عليها طعامهم؛ بقدر الفرح بالخير مابعد المطر فإنهم يحملون هماً وتعباً من الاستعداد لاستقباله ، يجب أن تكون الجدية في كل شيء ولامجال للكسل والتراخي والظنون ، كل شيء يجب أن يكون على أحسن مايرام ، فالكل جاداً ؛ الرجل والمرأة والشاب والطفل كلهم يتمتعون بقدر عالي من المسؤولية.

تعلمت مباديء القراءة والكتابة عن طريق أخوتي الأكبر مني سناً والذين سبق وأن تعلموا القراءة والكتابة مثلي، فالكتاب الذي كنا ندرسه كتاب يسمى ( القاعدة البغدادية مع جزء عم ) لايوجد كتب سواه ولا يوجد دفاتر ولا أقلام ، و تعليم الكتابة يكون على الرمل، ليس هناك من يعلمك كيف تقرأ القرآن بطريقة صحيحة، ولا أحد يشرح لك المفردات الصعبة ولا الأرقام المطولة ولا الرموز الرياضية، وكانت عائلتنا على ضعف إمكاناتنا العلمية وقلة وسائل التعليم لدينا تقريباً الأفضل لأننا نقرأ ونكتب ونعتبر مضرب المثل للبوادي حولنا، ليس هناك مراحل تعليمية ولا متابع ولامشجع فمجرد أن تعلمت الحروف الهجائية وعرفت كتابة كلمات قليلة وعرفت كتابة الأرقام من ١إلى١٠٠ فأنت ستُتْرك أما أن تطوّر نفسك أو تنسى ماتعلمت.

مرحلة الطفولة كانت مرحلة محفوفة بحنان أم رحيمة حانية عطوف، لاتعرف للاهمال طريق، وليس للقسوة في قلبها مكان ،وأب عظيم حكيم جاد في كل شؤون حياته اللهم أغفر لهما وارحمهما كما ربياني صغيراً-ومتعهما بالصحة والعافية وبين أخوة يصنعون الفرح من العدم.

الطفولة سبع سنوات أو ست وبعدها يكلف الطفل برعاية البهم مع أخوته الصغار ليعرف كيف يتعامل مع الطبيعة الشاقة، والحياة الجادة، وتحمل المسؤولية، ومعرفة تجنب الأخطار التي تحيط به وببهمه من حرارة صيف وبرد شتاء وهطول أمطار وتحمّل الجوع والعطش، إنها معاناة لايدرك تعبها ونكدها إلا من جربها ومع ذلك لم نكن نشعر بحجم التعب وخطورة العمل الذي نكلف به؛ لبراءة قلوبنا وللفطرة التي وجدت في ذلك المجتمع الذي لايرى أسعد من لحظات يسمع بها ثناء والديه عليه عندما ينهي يومه بنجاح .

مرت السنوات بين رعي البهم وكبرنا - وكمايقول الشاعر : فياليت لم نكبر ولمً تكبر البهم - تدرجنا في الرعي حتى اصبحنا بمرتبة راعي، يتحمل كافة مسؤوليات الراعي، لايشتكي من مشاق الطقس ومقاساة عوامل المناخ، والمحافظة على الرعية بكل أمانة، فالحوادث المحيطة بالرعية تكاد تكون بالساعة وفي أي لحظة يغفل بها الراعي فقد تتعرض الرعية لضياع قطيع منها، أو تتعرض شاة منها للخطر؛  فقد تنشب وتعلق بأحد الأشجار الشوكية، أو الصخور فتموت، أو تتعرض الرعية لمهاجمة الذياب في لحظة غفلة غير مقصودة، وقد تتعرض في حين الأمطار للغرق في الأودية أو تنشب في وحل حين السير أو حين محاولة الشرب من الغدران، ويجب على الراعي أن لايغفل ولايغفو وأن يكون على قدر عالي من الأمانة والمسؤولية، وإذا ماكان الوقت عُصيراً عليه أن يتفقد غنمه ويخرجها من الوادي ويستعرضها ويعدها حتى يتأكد أن لاشاة مفقودة، وإذا حدث فقدان شيء منها عليه أن يتعرف على شكل ونوع الشاة المفقودة ليخبر بها والده إذا أمسى ، وعليه أن يتذكر متى آخر وقت شاهد تلك المفقودة ليسهل من الغد البحث عنها.

إنها بحق حياة مليئة بالتفاصيل المرهقة، والذكريات العصيبة، على فتى صغير يسرح مع كل طلوع شمس حتى يضوي عند غروبها، قد أنهك جسمه الجوع، يسحب قدميه الثقيلتين التي بلغ من مفاصلهما التعب مبلغاً لايعلمه إلا الله، يرمي عصاه ويلقي بقربة الماء التي عصرها العطش وطويت على قطرات قليلة من الماء لكي لاتجف وتتكسر، لايجد من يستقبله ويرد عليه السلام سوى أمه الرؤوم التي تخفف عنه بملاطفتها له تعب اليوم وعناه، وتغرف له طعام قليل يقال له (لطافة) يتناول منها لقيمات يسد بها رمقه، ثم يصلي المغرب ويقوم ببعض المهام من إرضاع البهم، وحلب بعض الغنم حتى العشاء، بعد ذلك يستريح ليشرب شيء من الشاهي ويتناول عشاءه وينام إذا لم يكن به ضيوف فيساعد والديه على تقديم واجب الضيافة.

ولكل فصل تعبه ولكل فصل معاناته.

بلغت الثامنة عشر من العمر فأدركت حجم التعب والعناء على قليل من الجدوى ونظرت بعيداً إلى مستقبل مجهول الله أعلم به فقررت أن أذهب إلى أخوتي في المدينة لأتوظف فانتقلت إلى مجتمع وأجواء وحياة جديدة لم آلفها ولكن الغريب أني لم أعاني من صدمة حضارية بالرغم من عدم إطلاعي السابق على الحياة في المدينة ولم تجذبني كل وسائل الترفيه والراحة التي يعيش بها أهل المدينة وكنت أظن أن حياتهم أفضل وثقافتهم أقوى وطموحهم أعلى ولكن كانت المفاجأة لي أن الحاضرة لم تكن بأفضل حالاً من البادية بكثير، فلم تثر إعجابي ولم أجد الطلاب في الثانوية أو الجامعة بأفضل مني إلا بالشهادة، فكنت أتوقع أن أجد الشباب في عمري أكثر ثقافة وعلماً وفهماً للحياة مني، ولم أجد من يستحق الاهتمام سوى خطباء الجمع وطلاب تحفيظ القرآن وجدتهم مميزون ويقرأون القرآن بطريقة جميلة وبتجويد لم آلفه وأحسست بفارق كبير بيني وبينهم ، وأنني لن أكن مثلهم يوما ما، لأن لساني تعود على النطق الخاطيء للغة العربية، كل ذلك لم يثني طموحي عن الحصول على عمل، لكن كانت الصدمة التي واجهتني طلب الشهادة الدراسية لأي طالب وظيفة، فقررت أن أحصل على مؤهل علمي يؤهلني للوظيفة، توجهت للمعهد المهني والتدريب الفني ولكنهم طلبوا شهادة، فقلت لهم أنا أقرأ وأكتب، فقبلوني بدورة كهرباء تمديدات ، فسجلت بها وكانت دورة مسائية من العصر إلى العشاء ، وسجلت بمدرسة إبتدائية ليلية من المغرب حتى بعد العشاء بساعة تقريباً، فداومت بالمعهد وإذا خرجت بعد صلاة العشاء خلعت ملابس التدريب وقطعت الشارع على قدمي للمدرسة فيقابلني المدير ويهددني بالفصل ويقول لم يبق من الوقت إلا حصة واحدة، لماذا تأتي متأخراً، فلم أخبره بأنني في دورة تدريبية خوفاً أن يفصلني لعدم تفرغي للدراسة فتضيع علي سنة دراسية، وبالنسبة للدراسة عندما تقدمت للدراسة قلت لمدير المدرسة: أنا أجيد القراءة والكتابة، ولدي إلمام كبير بكل المواد الدراسية، ماعدا قواعد اللغة العربية، فأدخلوني بصفٍ يناسب مستواي التعليمي، فقال : لايوجد نظام يجيز لي ذلك، فتوجهت لإدارة التعليم وقدمت لهم طلب أشرح فيه معاناتي، فشرح عليه مدير تعليم الكبار لمدير المدرسة بأن يختبروني ويدخلوني بالصف المناسب ، ذهبت لمدير المدرسة بخطابي وقال: الدراسة الليلية أربع سنوات وتقديراً لك نعديك سنة، فادرس ثالث ورابع والسنة التالية تدرس خامسة والسنة التي بعدها تدرس سادسة، فسلمني الكتب ، وكما ذكرت سابقاً كل يوم آتي متأخراً ، وفي يوم من الأيام قال لي المدير: أنت ماتفهم، تعال خذ ملفك. فأخبرته بظروفي وطلبت منه المساعدة، فالدورة المهنية تنتهي بعد ستة شهور ، فقال: أبشر وشجعني وقال: لو ماتجي إلا للاختبار، فقمت بفحص الكتب المسلمة لي ووجدتها بسيطة ولاتناسب تعليمي فقمت بحل كل الأسئلة بها وأكملت أي فراغ بها وسلمت كل كتاب مادة لمعلمه وقلت هذه كتبكم مابقى فيها شيء ماحليته، وكان ذلك بعد عشرة أيام تقريباً من الدراسة، فأخذني المعلمون للإدارة وقالوا للمدير: هذا الشاب يستحق أن نعطيه الإبتدائية الآن ، فقال المدير: أعطوه كتب ثاني متابعة وهي تعادل خامسة ليأخذ الإبتدائية في سنتين، ففرحت، وأكملت الدورة المهنية بتقدير جيد جداً وأخذت الابتدائية بتقدير ممتاز وتوظفت بها بالقطاع الحكومي ودرست أولى متوسط وثاني متوسط منتظم وأخذت الكفاءة انتساب وأكملت الثانوية منتظم وخدمت بالقطاع الحكومي كاتب إداري وميداني ونلت الكثير من الأوسمة وخطابات الشكر والتقدير وحصلت على عدة دورات إدارية وميدانية وحصلت على دورة الآلة الكاتبة العربية ودورة دبلوم الحاسب التطبيقي، فأصبحت محترف في تطبيقات الحاسب الآلي المكتبية، إلى حين طلبت الإحالة للتقاعد المبكر بعد خدمة دامت أربع وعشرين سنة وأنا الآن وبحمد الله أتمتع بالصحة والعافية وراحة البال ومتفرغ لنفسي وأسرتي ورعاية والديّ حفظهما الله ومتعهما الله بالصحة والعافية.
عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي.

09‏/10‏/2016

الأذكياء اللـي بالحياة استـفـــادوا



الأذكــياء
السادة رجالٍ على النـاس ســادوا
لإنـهـم لا قــامـوا بــ شـيء  ســـَــدَّوا
و إن جـاء مجال الجود بالمال جادوا
وإن جاء مجال الجـِـد بالفـعل جـَدَّوا
ولـيا بـِـدَر مــنهم خـطـأ ما تــمــادوا
و ليا تـَــرَدّا غــيـــرهــم مــا تــَـــرَدَّوا
والخاسرين اللي عن الدرب حادوا
وعن منهج الهادي والأصحاب صَدَّوا
قـومٍ على خـيبـة تـعبـهـم تــنــادوا
ولـيا تــوَلّــوا عـــربـــدوا واســـتــبَـدَّوا
لئام  فـي عـكـر المـشـاريب صـادوا
ليا مسكــوا زلـة على  شخص هــَــدَّوا
و ليا طـلبـوا حــقٍ بـَغَـوا واستزادوا
و تجــاوزوا حـد الـحـدود و تـعـَــدَّوا
ومن قبـلـنا أقـوامٍ تلاشـوا و بـادَوا
ماكنهم في الأرض أقـاموا وشـَـدَّوا
تـقـول ورّادٍ على الـمـاء تعـادَوا
و كـلٍ شرب حـتفـه و لاعـــــاد رَدَّوا
والأذكياء اللـي بالحياة استـفـــادوا
اللـي لمـا بـَعــد المـمــات اســتــَـعـَـدَّوا
      عبد العزيز بن شداد الحيسوني الحربي



25‏/08‏/2016

صرير القلم

                ✍🏻  صرير القلم  ✍🏻

عرفت ياهذا القلم من صريرك
إنك تبي تظهِر لنا مابداخلْك

لكن قبل تكتب وتمسك مسيرك 
أنا أعتبرك إنسان حُر بتعاملْك

خذها نصيحة ياقلم من شويرك
نسّق حروفك واكتب اللي يجمّلك

ترى حديثك بالمجالس سفيرك
إياك لا ترسل سفيرٍ يفشّلْك

الناس ماتعلم سراير ضميرك
منطوقك اللي يسمعونه يمثّلْك

بالغالب لسانك يحدد مصيرك
إن مارفع شانك على الرأس نزّلْك

أنت اتعرف نفسك ولكنّ غيرك
يحكم عليك بمنطقك قبل ياصلْك

إياك لاتكتب كلامٍ يضيرك
تبقى رهين لما تخطه بأناملْك

الناس ماتدري عن أعماق بيرك
لهم من الماء مادفق من مسايلْك

وإذا الكلام اللي نقوله يثيرك
آسف على قولٍ يثيرك ويزعِلْك

أُما قـبلـت و كـثّر الله خــيرك
وإلاّ مجامَل ما أقدر أسكت وأجاملْك

وأنت المخيّر بين زاكي عبيرك
وإلا تحمّل مايجي من عواذلْك

    عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي

16‏/05‏/2016

ينهمر حبر المشاعر بعد هزات الفواجع ‎




ياحبيبٍ طال هجره واعتقد ماهو بـ راجع
تاركٍ خلفه جروحٍ في مرابعها تعاوا
زادها فوق الغصون المائلة نوح السواجع
وهاجت وماجت ولاجت بعد ماقلنا تشاوا
يامضمّدلي جروحي كان مابه طب ناجع
خلها بالله وأبعد دامها ماتنتداوى
والسؤال اللي طرحته زاد تقليب المواجع
أشهد إنك بعد هذا لا تزار ولا تخاوا
قبل لاتقعد تطبّب ابحث بكل المراجع
كيف ترفع معنوية واحدٍ حلمه تهاوى
كان لي الصبح فرحة وبهدوء الليل هاجع
وبعد ماطَوّل غيابك ليلي وصبحي تساوى
ينهمر حبر المشاعر بعد هزات الفواجع
يكتب حروف القصيد ويَروي أخبار الشقاوى
عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي

عقود الإذعان

عقود الإذعان*

ظروفنا لاعجزنا عن تحملها
رحنا ندوّر بقايا عمرنا الضائع

وعقود الإذعان مجبورين نقبلها
غصبٍ عن المشتري وبرغبة البائع

ماهو غباء لاوقعنا في حبائلها
أنتم تعرفون كيف يفكر الجائع

تمتد كف الغريق لمن تناولها
وتمشي مع اللي سحبها مِشْية الطائع

يَدْ تنتشلها ويَدْ في رفق تنشلها
سارق حرامي بدأ كالمنقذ الرائع

   عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي

*عقود الإذعان هي عقود التمويلات البنكية وعقود التأمين ونحوها التي يوقعها المستفيد غصبٍ عنه استجابة لضغوط الحاجة وإلحاح الظروف

10‏/05‏/2016

عطاشا الأسئلة



أحدٍ سؤاله مشكلة وأحدٍ جوابه مشكلة
الأول استجلب لها والثاني استعذب لها
وجاءت النتيجة معضلة وصعبت حلول المعضلة
لين اشنقت في حبلها من كان يضرب طبلها
ولو الليال المقبلة ندري وش اللي تحمله
كلٍ قعد يحسب لها و لا تورّط قبلها
وكل مشرِّع منهله يسقي عطاشا الأسئلة
وأحدٍ قعد يسكب لها وأحدٍ قعد يحطب لها
وعقل الفتى مايغسله إلا العلوم المدخلة
رؤسٍ خذت موجب لها ورؤس خذت سالب لها
عقلٍ عرف مايجهله وعقل اشتبه بالمسألة
وناسٍ عظيمٍ نبلها ماتشتبه مع خبلها
وأحدٍ تأثر من هله وأحدٍ تأثر به هله
والناس مايُجلَب لها إلا الذي يُكتَب لها
والشر لاتستسهله والخير بادر واعمله
والنفس قصر حبلها واقعدلها وأنشب لها

عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي


26‏/04‏/2016

اعذريني يالوسادة



اعذريني يالوسادة ماهجرتك من فراغ
ملمسك ناعم ولكن ماجذبني للهجوع

أسألي عني عقالي يالوسادة والشماغ
أكثر اشيائي يعرفن الهواجس والدموع

وأسألي عني شرابي والطعام المستساغ
أطلبه ظامي وجائع وأتركه شبعان جوع

وأسألي نزف القوافي عن معاناة الدماغ
وعن عذاب القلب روحي وأسألي حدب الضلوع

وكل ماذاقن عيوني طعم حلو النوم راغ
واسهَرنّ الليل كله في رجاء لحظة رجوع

ودوّني قسوة ظروفي بعد تصديق البلاغ
واذكري كم كنت صابر لاضعيف ولاجزوع

واعرفي كيف الحقيقة في طبيعتها تصاغ
ماتغطّى بالظلال ولاتوضّح بالسطوع

واعرفي وشلون ربي ثبّت لقلبي مازاغ
أحمده سبحانه اللي له سجودي والركوع

عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي

24‏/04‏/2016

ياوجد قلبي!

ياوجد قلبي يابو مالك على السجة
للديرة اللي لعل الغيث ياطاها
يالين تأخذ سنة ماتثوّر العجة
وفياضها كل راعد ماتعداها
وريح النفل والعرار الخافق تفجه
وتبني خيام الفرح وتدق مرساها
في روضةٍ مابها صجة ولارجّة
غير أم سالم ترد الروح بغناها
والنحل يمتص حلو الزهر ويمجه
اختار عذب الزهور وحار بأحلاها
شرق المدينة نبي يالنشمي نوجه
للديرة اللي وسيع البال يهواها
نبعد عن أهل الحسد والكره والدجة
ونذوق طعم الحياة وحلو معناها
لاجيتها كني معيّد بذي الحجة
ومنغصات الحياة إن جيتها أنساها
عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي

أصدق لغة ياصاحبي صوت الأرقام

تحطمت ياصاحبي روس الأحلام
على صفاة اليأس والواقع المرّ
لاعاد تاثق بالليالي و الأيام
ّولاتصدّق بالمواعيد يالحر
حقق طموحاتك بتشمير الأكمام
قبل سنين العمر قدامك تمرّ
أصدق لغة ياصاحبي صوت الأرقام
في ضوء: كم ؟ وكيف؟ ياصاحبي سِرّ
وإلّا تراك تراوح سنين وأعوام
واقف مكانك سِر في وضع ماسـَـرّ
ولو المناضل خاف من وطي الألغام
ماكان بالميدان كَــرٍّ ولا فـَرّ
الفوز يؤخذ بالتقدم والإقدام
والعبد لايُعـْجَب بفعله ويغتـَرّ
ومن استعان الله وفي ما أمر قام
هداه للخير وتنحى عن الشرّ
وإن زلّت الأقدام ماراح قدام
والآدمي موته مثل ضغطة الزّرّ
لحظة ولايَسمع سوى قرع الأقدام
نِزَل مقـَرٍ لايغادِر ولا يفـُـرّ
عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي


أما تكلم صح ! وإلا أستمع صح !

      --( أما 👅✔️ وإلا 👂 ✔️ )--

أما تكلم صح ! وإلا أستمع صح !
أزعجتنا بمخاطفك للسوالف
وسط المجالس قاعد تسح وتفح
لاتحترم مجلس ولأ أنته بذالف
لو يتهامس شخص مع واحد تقح
لمحاولة تعكير صفو التآلف
رغاك مايفصل ولاحلقك يبح
وثغاك مثل اللي وزان المعالف
تكذّب لهذا وهذا له تصِح
وتوافق لهذا وهذا تخالف
تبحث تفاصيل التفاصيل وتلح
كنك مراسل في جيوش التحالف
معزبك لو ما استحى قال لك : رح
وخمك بحلقك ياغثيث السوالف
عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي


05‏/03‏/2016

سقى الله سقى الله ديرتك ياعيون العرج ، ديارٍ تفز قلوبنا إن جات سيرتها

عيون العِرْج
                  عسي الله يسوق المزن نِيّة عيون العِرْج
ويبرق ويرعد لااستوى فوق حرتها
وثم يتحدر شرق مع بارقٍ كالسرج
يحـٓـدْر أوديتها ويتردّد بسهلتها
سيولٍ قِصٓر عن وصفها عاشقين الهرج
مع الأودية ترعبك قوّة وحيفتها
ولامن فز العشب وأضحت تقول المِرْج
تركّز عليها السحب وتشدّ قبتها
سحابٍ تراكم ماترى من خلاله فـِرج
ويومين هتانه يعلّل منابتها
وبعده نشوف السحب للشرق تدرج درج
وبانت خيوط الشمس من وسط غيمتها
يوافق مطرها أفضل مطالع نجوم وبرج
علشان كل العشب ينبت بديرتها
ديارٍ سكنها أجدادنا بالزمان الحرج
لها وقفةٍ معهم وكبرت محبتها
زمان المسافر فيه يحمل صميل وخرج
لهم جولة فيها وصولة بساحتها
سقى الله سقى الله ديرتك ياعيون العِرْج
ديارٍ تفز قلوبنا إن جات سيرتها
    عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي







21‏/01‏/2016

الديرة وأهلها


ياديارٍ ملت الشمس وأنهكها الجفاف
ووارف الأشجار يبست وهاجر ظلها
بعد ماكانت تمايل على جنب الضفاف
والهبوب تخمها والنسيم يفلها
مابقى لأغصانها من ورق غير الكفاف
وأبيض الشوك احتوى روسها واحتلها
يامغيث ؛ اسنين مرّت على الديرة عجاف
أسقها يارب وبل المزون وعلها
دارنا ياكم لنا في مرابعها اكتشاف
اكتشاف للحياة الجميلة كلها
يوم أهلها كانت قلوبهم بيضٍ نظاف
والنفوس الطيبة ماحكمها غلها
واختلاف أفكارهم مااوجدت فيهم خلاف
فطرةٍ ربي خلقها بهم ياحلها
أهل الأحلام الثقيلة والأجسام الخفاف
والنوايا الصافية والوفاء طبعٍ لها

عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي

05‏/01‏/2016

هذا وطن ماهو تضاريس وهضاب ، ‎ذا قبلة المسلم ومهد الرساله

لاوالله ألا ّ تو ماكيفنا طاب
والبن زانت صبته من دلاله
والعود الأزرق دار مابين الأحباب
والمسلم استرخى وجوه صفاله
تساقطت روس الخيانة والأذناب
السيف الأملح رأس الإرهاب شاله
مافيه داعي للقلق بعد ماغاب
عن الوطن روس الغدر والنذاله
ماصار للباغي من الخالق اعقاب
على فعول اللي خسيسة فعاله
واللي تقبّل ماتحقّق بترحاب
ينعَم ويفرح بانتصار العداله
واللي يشوف الظلم في قمع الإرهاب
يبشر بظلمٍ مايحصل بداله
ومن ردة الفعل انكشف كل كذاب
ودايم نديم الكذب تقصر حباله
شيوخ زورٍ من مجاهيل الأنساب
وشيوخ فتنة غارقة بالجهالة
تقود خرفانٍ على شرعة الغاب
ضلوا وأضلوا وأمعنوا بالضلاله
هذا وطن دستوره من الله كتاب
وسنة رسول الله ونورالرساله
دارٍ بها الهادي محمد والأصحاب
صلى الله وسلم عليه وعلى آله
ماهو خرافة شخص داخل بسرداب
وألا لباس أسود ودولة عَمَالة
دارٍ حرسها الله بعكفان الأشناب
وأهل اللحى اللي مانشت بالرذاله
واختار حكامٍ لها صفوة أَنجاب
من منبت الدين النقي والأصاله
آل السعود إن كان نجم العرب غاب
مثل البدر بالليل حين اكتماله
عدوهم وان جاء جماعات وأسراب
إيذان في موته وسرعة زواله
والشعب وافي بالمواقف ووثاب
على العدو اللي طغى من هباله
يصبح فريسة بين نابٍ ومخلاب
عقبان وافهود تقطِّع وصاله
هذا وطن ماهو تضاريس وهضاب
ذا قبلة المسلم ومهد الرساله
يفداه منا الشيخ والطفل والشاب
والخافق الأخضر نعيش بظِلاله
عبد العزيز بن شداد الحيسوني الحربي

30‏/11‏/2015

عِنْدي أَمَل

                      
                      عِنْدي أَمَل

عندي أمل يشبه ارقبة الزرافة
طويل لكنّه قِصَر عن منابتك
والغصن لو إنه تمايل قطافه
مايشبعك شوف الثمر فوق هامتك
والشيء لاطال انتظاره تعافه
لو تعرف إنه هو سبايب سعادتك
وياهي سخافة مابعدها سخافه
إنك تحب اللي زَهَد في محبتك
وثقتك في من لايودك ضعافه
ياكم ثقة مدري على وين ودتك
ولا عاد به سرٍ صعيب اكتشافه
سود الليال تبيّن عيوب نيتك
عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي