مرحبا بالزائر الكريم

أحب الصالحين ولست منهم ، لعلي أن أنال بهم شفـــاعة
وأكره من تجارته المعاصي ، ولو كنا سواء في البضاعة

أبحث في قوقل

02‏/12‏/2013

السعادة : للشيخ علي الطنطاوي

السعادة
للشيخ علي الطنطاوي



يحمل الرجلان المتكافئان في القوة الحمل الواحد,فيشكو هذا ويتذمر؛ فكأنَّه حمل حملين, ويضحك هذا ويغنِّي؛ فكأنَّه ما حمل شيئًا.




ويمرض الرجلان المتعادلان في الجسم المرض الواحد, فيتشاءم هذا ويخاف, ويتصور الموت, فيكون مع المرض على نفسه؛ فلا ينجو منه, ويصبر هذا ويتفاءل ويتخيل الصحة؛ فتسرع إليه, ويسرع إليها.




ويُحكم على الرجلين بالموت؛ فيجزع هذا ويفزع؛ فيموت ألف مرة من قبل الممات, ويملك ذلك أمره ويحكِّم فكره, فإذا لم تُنجه من الموت حيلته لم يقتله قبل الموت وَهْمُه.





وهذا (بسمارك) رجل الدم والحديد, وعبقري الحرب والسِّلْم, لم يكن يصبر عن التدخين دقيقةً واحدة, وكان لا يفتأ يوقد الدخينة من الدخينة نهاره كله، فإذا افتقدها خلَّ فكرُه, وساء تدبيره.





وكان يومًا في حرب, فنظر فلم يجد معه إلا دخينة واحدة, لم يصل إلى غيرها, فأخَّرها إلى اللحظة التي يشتدُّ عليه فيها الضيق ويعظم الهمُّ, وبقي أسبوعًا كاملاً من غير دخان, صابرًا عنه أملاً بهذه الدخينة, فلمَّا رأى ذلك ترك التدخين, وانصرف عنه؛ لأنه أَبَى أن تكون سعادته مرهونة بلفافة تبغ واحدة.





وهذا العلامة المؤرخ الشيخ الخضري أصيب في أواخر عمره بتَوَهُّمِ أن في أمعائه ثعبانًا, فراجع الأطباء, وسأل الحكماء؛ فكانوا يدارون الضحك حياءً منه, ويخبرونه أن الأمعاء قد يسكنها الدود, ولكن لا تقطنها الثعابين, فلا يصدق, حتى وصل إلى طبيب حاذق بالطب, بصير بالنفسيات, قد سَمِع بقصته, فسقاه مُسَهِّلاً وأدخله المستراح, وكان وضع له ثعبانًا، فلما رآه أشرق وجهه, ونشط جسمه, وأحسَّ بالعافية, ونزل يقفز قفزًا, وكان قد صعد متحاملاً على نفسه يلهث إعياءً, ويئنُّ ويتوجَّع, ولم يمرض بعد ذلك أبدًا.





ما شفِي الشيخ لأنَّ ثعبانًا كان في بطنه ونَزَل, بل لأن ثعبانًا كان في رأسه وطار؛ لأنه أيقظ قوى نفسه التي كانت نائمة, وإن في النفس الإنسانية لَقُوًى إذا عرفتم كيف تفيدون منها، صنعت لكم العجائب.




تنام هذه القوى, فيوقظها الخوف أو الفرح؛ ألَمْ يتفق لواحد منكم أن أصبح مريضًا, خامل الجسد, واهِيَ العزم لا يستطيع أن ينقلب من جنب إلى جنب, فرأى حيَّة تقبل عليه, ولم يجد مَنْ يدفعها عنه, فوثب من الفراش وثبًا, كأنَّه لم يكن المريض الواهن الجسم؟ أو رجع إلى داره العصر وهو ساغب لاغب, قد هَدَّه الجوع والتعب, لا يبتغي إلا كُرْسِيًّا يطرح نفسه عليه, فوجد برقية من حبيب له أنه قادم الساعة من سفره, أو كتابًا مستعجلاً من الوزير يدعوه إليه؛ ليرقي درجته, فأحسَّ الخفة والشبع, وعدا عدوًا إلى المحطة, أو إلى مقرِّ الوزير؟




هذه القوى هي منبع السعادة تتفجر منها كما يتفجر الماء من الصخر نقيًّا عذبًا, فتتركونه وتستقون من الغدران الآسنة, والسواقي العكرة!



يا أيها القراء، إنكم أغنياء, ولكنكم لا تعرفون مقدار الثروة التي تملكونها, فترمونها؛ زهدًا فيها, واحتقارًا لها.



يُصاب أحدكم بصداع أو مغص, أو بوجع ضرس, فيرى الدنيا سوداء مظلمة؛ فلماذا لم يرها لما كان صحيحًا بيضاء مشرقة؟ ويُحْمَى عن الطعام ويُمنع منه, فيشتهي لقمة الخبز ومضغة اللحم, ويحسد مَن يأكلها؛ فلماذا لم يعرف لها لذتها قبل المرض؟



لماذا لا تعرفون النِّعم إلا عند فقْدها؟


لماذا يبكي الشيخ على شبابه, ولا يضحك الشاب لصباه؟



لماذا لا نرى السعادة إلا إذا ابتعدت عنَّا, ولا نُبْصِرها إلا غارقة في ظلام الماضي, أو مُتَّشحةً بضباب المستقبل؟



كلٌّ يبكي ماضيه, ويحنُّ إليه؛ فلماذا لا نفكر في الحاضر قبل أن يصير ماضيًا؟




أيها السادة والسيدات، إنا نحسب الغنى بالمال وحده, وما المال وحده؟ ألا تعرفون قصة الملك المريض الذي كان يُؤْتى بأطايب الطعام, فلا يستطيع أن يأكل منها شيئًا, لما نَظَر مِن شباكه إلى البستاني وهو يأكل الخبز الأسمر بالزيتون الأسود, يدفع اللقمة في فمه, ويتناول الثانية بيده, ويأخذ الثالثة بعينه, فتمنَّى أن يجد مثل هذه الشهية ويكون بستانيًّا.



فلماذا لا تُقدِّرون ثمن الصحة؟ أَما للصحة ثمن؟!


من يرضى منكم أن ينزل عن بصره ويأخذ مائة ألف دولار؟!


أما تعرفون قصة الرجل الذي ضلَّ في الصحراء, وكاد يهلك جوعًا وعطشًا, لما رأى غدير ماء, وإلى جنبه كيس من الجلد, فشرب من الغدير, وفتح الكيس يأمل أن يجد فيه تمرًا أو خبزًا يابسًا, فلما رأى ما فيه, ارتدَّ يأسًا, وسقط إعياءً, لقد رآه مملوءًا بالذهب!




وذاك الذي لقي مثل ليلة القدر, فزعموا, أنه سأل ربَّه أن يحوِّل كلَّ ما مسَّته يده ذهبًا, ومسَّ الحجر فصار ذهبًا؛ فكاد يجنُّ مِن فرحته؛ لاستجابة دعوته, ومشى إلى بيته ما تسعه الدنيا, وعمد إلى طعامه؛ ليأكل, فمسَّ الطعام, فصار ذهبًا وبقي جائعًا, وأقبلت بنته تواسيه, فعانقها فصارت ذهبًا, فقعد يبكي يسأل ربه أن يعيد إليه بنته وسُفرته, وأن يبعد عنه الذهب!




وروتشلد الذي دخل خزانة ماله الهائلة, فانصفق عليه بابها, فمات غريقًا في بحر من الذهب.


يا سادة، لماذا تطلبون الذهب وأنتم تملكون ذهبًا كثيرًا؟ أليس البصر من ذهب, والصحة من ذهب, والوقت من ذهب؟ فلماذا لا نستفيد من أوقاتنا؟ لماذا لا نعرف قيمة الحياة




كلَّفتني المجلة بهذا الفصل من شهر, فما زلت أماطل به, والوقت يمرُّ, أيامه ساعات, وساعاته دقائق, لا أشعر بها, ولا أنتفع منها, فكأنها صناديق ضخمة خالية, حتى إذا دنا الموعد ولم يبق إلا يوم واحد, أقبلت على الوقت أنتفع به, فكانت الدقيقة ساعة, والساعة يومًا, فكأنها العلب الصغيرة المترعة جوهرًا وتبرًا, واستفدت من كلِّ لحظة حتى لقد كتبت أكثره في محطة (باب اللوق) وأنا أنتظر الترام في زحمة الناس, وتدافع الركاب, فكانت لحظة أبرك عليَّ من تلك الأيام كلِّها, وأسفت على أمثالها, فلو أنِّي فكرت كلَّما وقفت أنتظر الترام بشيء أكتبه, وأنا أقف كل يوم أكثر من ساعة متفرِّقة أجزاؤها، لربحت شيئًا كثيرًا.




ولقد كان الصديق الجليل الأستاذ الشيخ بهجة البيطار يتردد من سنوات بين دمشق وبيروت, يعلم في كلية المقاصد وثانوية البنات, فكان يتسلَّى في القطار بالنظر في كتاب (قواعد التحديث) للإمام القاسمي, فكان من ذلك تصحيحاته وتعليقاته المطبوعة مع الكتاب.


والعلامة ابن عابدين كان يطالع دائمًا, حتى إنه إذا قام إلى الوضوء أو قعد للأكل أمر من يتلو عليه شيئًا من العلم فأَلَّف (الحاشية).



والسَّرَخْسي أَمْلَى وهو محبوس في الجبِّ, كتابه (المبسوط) أَجَلَّ كتب الفقه في الدنيا.


وأنا أعجب ممن يشكو ضيق الوقت, وهل يُضَيِّق الوقت إلا الغفلة أو الفوضى؛ انظروا كم يقرأ الطالب ليلة الامتحان, تروا أنَّه لو قرأ مثله لا أقول كلَّ ليلة, بل كلَّ أسبوع مرة لكان عَلاَّمَة الدنيا! بل انظروا إلى هؤلاء الذين ألَّفوا مئات الكتب كابن الجوزي والطبري والسيوطي والجاحظ, بل خذوا كتابًا واحدًا كـ(نهاية الأرب), أو (لسان العرب), وانظروا, هل يستطيع واحد منكم أن يصبر على قراءته كله, ونسخه مرة واحدة بخطِّه, فضلاً عن تأليف مثله من عنده؟!


والذهن البشري, أليس ثروة؟ أما له ثروة؟ أما له ثمن؟ فلماذا نشقى بالجنون, ولا نسعد بالعقل؟ لماذا لا نمكِّن للذهن أن يعمل, ولو عمل لجاء بالمدهشات؟



لا أذكر الفلاسفة والمخترعين, ولكن أذكِّركم بشيء قريب منكم, سهل عليكم هو الحفظ, إنكم تسمعون قصة البخاري لمَّا امتحنوه بمائة حديث خلطوا متونها وإسنادها, فأعاد المائة بخطئها وصوابها, والشافعي لمَّا كتب مجلس مالك بريقه على كفه, وأعاده من حفظه, والمعرِّي لما سَمِع أرْمَنِيَّيْنِ يتحاسبان بِلُغَتهما, فلما استشهداه أعاد كلامهما وهو لا يفهمه, والأصمعي وحمَّاد الراوية وما كانا يحفظان من الأخبار والأشعار, وأحمد وابن معين وما كانا يرويان من الأحاديث والآثار, والمئات من أمثال هؤلاء؛ فتعجبون, ولو فكَّرتم في أنفسكم لرأيتم أنكم قادرون على مثل هذا, ولكنكم لا تفعلون.



انظروا كم يحفظ كلٌّ منكم من أسماء الناس, والبلدان, والصحف, والمجلات, والأغاني, والنكات, والمطاعم, والمشارب, وكم قصة يروي من قصص الناس والتاريخ, وكم يشغل من ذهنه ما يمرُّ به كلَّ يوم من المقروءات, والمرئيات, والمسموعات؛ فلو وضع مكان هذا الباطل علمًا خالصًا, لكان مثل هؤلاء الذين ذكرت.



أعرف نادلاً كان في (قهوة فاروق) في الشام من عشرين سنة اسمه (حلمي) يدور على رواد القهوة - وهم مئات- يسألهم ماذا يطلبون: قهوة, أو شايًا, أو هاضومًا (كازوزة أو ليمونًا) والقهوة حلوة ومرة, والشاي أحمر وأخضر, والكازوزة أنواع, ثم يقوم وسط القهوة, ويردد هذه الطلبات جهرًا في نَفَسٍ واحد, ثم يجيء بها, فما يخرم مما طلب أحد حرفًا!



فيا سادة، إن الصحة والوقت والعقل, كلُّ ذلك مال, وكلُّ ذلك من أسباب السعادة لمن شاء أن يسعد.




وملاك الأمر كلِّه ورأسه الإيمان, الإيمان يُشبع الجائع, ويُدفئ المقرور, ويُغني الفقير, ويُسَلِّي المحزون, ويُقوِّي الضعيف, ويُسَخِّي الشحيح, ويجعل للإنسان من وحشته أنسًا, ومن خيبته نُجحًا.




وأن تنظر إلى من هو دونك, فإنك مهما قَلَّ مُرَتَّبك, وساءت حالك أحسن من آلاف البشر ممن لا يقلُّ عنك فهمًا وعلمًا, وحسبًا ونسبًا.



وأنت أحسن عيشة من عبد الملك بن مروان, وهارون الرشيد, وقد كانا مَلِكَي الأرض.


فقد كانت لعبد الملك ضرس منخورة تؤلمه حتى ما ينام منها الليل, فلم يكن يجد طبيبًا يحشوها, ويلبسها الذهب, وأنت تؤلمك ضرسك حتى يقوم في خدمتك الطبيب.




وكان الرشيد يسهر على الشموع, ويركب الدوابَّ والمحامل, وأنت تسهر على الكهرباء, وتركب السيارة, وكانا يرحلان من دمشق إلى مكة في شهر, وأنت ترحل في أيام أو ساعات.





فيا أيها القراء، إنكم سعداء ولكن لا تدرون, سعداء إن عرفتم قدر النعم التي تستمتعون بها, سعداء إن عرفتم نفوسكم وانتفعتم بالمخزون من قواها... سعداء إن طلبتم السعادة من أنفسكم لا مما حولكم, سعداء إن كانت أفكاركم دائمًا مع الله, فشكرتم كل نعمة, وصبرتم على كل بَلِيَّة, فكنتم رابحين في الحالين, ناجحين في الحياتين.




المصدر: موقع الدرر السنية

قصيدة من عيون الشعر العربي : للمثقب العبدي

قال المثقب العبديّ :

أَفَاطِمَ قَبْلَ بَيْنِكِ مَتِّعِينِي = ومَنْعُكِ ما سَأَلْتُ كأَنْ تَبينِي

فَلاَ تَعِدِي مَوَاعِدَ كاذِباتٍ = تَمُرُّ بِها رِياحُ الصَّيْفِ دُونِي

فَإِنِّي لو تُخالِفُنِي شِمالِي = خِلاَفَكِ ما وَصَلْتُ بِها يَمِينِي

إِذاً لَقَطَعْتُها ولَقُلْتُ بِيني = كذلِكَ أَجْتَوِى مَنْ يَجْتَوِينِي

لِمَنْ ظُعُنٌ تُطالِعُ مِنْ ضُبَيْبٍ = فما خَرَجَتْ من الوادِي لِحِينِ

مرَرْنَ على شَرَافَ فَذَاتِ رَجْلٍ = ونَكَّبْنَ الذَّرَانِحَ باليَمِينِ

وهُن كَذَاكَ حِينَ قَطَعْنَ فَلْجاً = كأَنَّ حُمُولَهُن علي سَفِينِ

يُشَبَّهْنَ السَّفِينَ وهُنَّ بُخْتٌ = عُرَاضَاتُ الأَباهِرِ والشُّؤُونِ

وهُنَّ علي الرَّجائِزِ وَاكِنَاتٌ = قَوَاتِلُ كلِّ أَشْجَعَ مُسْتَكينِ

كَغِزْلاَنٍ خَذَلْنَ بِذَاتِ ضَالٍ = تَنُوشُ الدَّانِياتِ من الغُصُون

ظَهَرْنَ بِكِلَّةٍ وسَدَلْنَ أُخْرَى = وثَقَّبْنَ الوَصَاوِصَ لِلْعُيُونِ

وهُنَّ على الظِّلاَمِ مُطلَّباتٌ = طَوِيلاَتِ الذَّوائِبِ والقُرُونِ

أَريْنَ مَحَاسِناً وكَنَنَّ أُخْرَى = مِنَ الأَجيادِ والبَشَرِ المَصُونِ

ومنْ ذَهَبٍ يَلُوحُ على تَرِيبٍ = كلَوْنِ العاجِ ليْسَ بِذِي غُضُونِ

إِذَا ما فُتْنَهُ يَوْماً بِرَهْنٍ = يَعِزُّ عليهَِ لم يَرْجعْ بِحِينِ

بِتَلْهِيةٍ أَرِيشُ بِها سِهامِي = تَبُذُّ المُرْشِقاتِ منَ القَطِينِ

عَلَوْنَ رُبَاوَةً وهَبَطْن غَيْباً = فَلَمْ يَرْجِعْنَ قائِلَةً لِحِينِ

فَقُلْتُ لِبَعْضِهِنَّ، وشُدَّ رَحْلِي = لِهَاجِرةٍ نَصَبْتُ لَهَا جَبينِي

لَعَلَّكِ إِنْ صَرَمْتِ الحَبْلَ مِنِّي = كَذَاكِ أَكُونُ مُصْحِبَتِي قَرُونِي

فَسَلِّ الهمَّ عَنْكَ بِذَاتِ لَوْثٍ = عُذَافِرَةٍ كَمِطْرَقَةِ القُيُونِ

بِصادِقَةِ الوَجِيفِ كأَنَّ هِرًّا = يُبارِيهَا ويأْخُذُ بالوَضِينِ

كَسَاهَا تامِكاً قَرِداً عليها = سَوَادِيُّ الرَّضِيحِ معَ اللَّجينِ

إِذَا قَلِقَتْ أَشُدُّ لَها سِنَافاً = أَمَامَ الزَّوْرِ منْ قَلَقِ الوَضِينِ

كأَنَّ مَوَاقِعَ الثَّفِنَاتِ مِنها = مُعَرَّسُ باكِرَاتِ الوِرْدِ جُونُ

يَجُذُّ تَنَفُّسُ الصُّعَدَاءِ مِنْها = قُوَى النِّسْعِ المُحَرَّمِ ذِي المُتُونِ

تَصُكُّ الحَاِلبَيْنِ بِمُشْفَتِرُّ = لَهُ صَوْتٌ أَبَحُّ منَ الرَّنِينِ

كأَنَّ نَفِيَّ ما تَنْفِي يَدَاهَا = قِذَافُ غَرِيبَةٍ بِيَدَيْ مُعِينِ

تَسُدُّ بِدَائمِ الخَطَرَانِ جَثْلٍ = خَوَايَةَ فَرْجِ مِقْلاَتٍ دَهِينِ

وتَسْمَعُ للذُّبابِ إِذَا تَغَنَّى = كَتَغْرِيدِ الحَمَام على الوُكُونِ

فالْقَيْتُ الزِّمامَ لها فنامَتْ = لِعَادَتِها منَ السَّدَفِ المُبِينِ

كأَنَّ مُناخَها مُلْقَى لِجَامٍ = عَلَى مَعْزائِها وعَلَى الوَجِينِ

كأَنَّ الكُورَ والأَنْسَاعَ مِنها = على قَرْوَاءَ ماهِرَةٍ دهِينِ

يَشُقُّ الماءَ جُؤْجُؤُها ويَعْلُو = غَوَارِبَ كلِّ ذِي حَدَبٍ بَطِينِ

غَدَتْ قَوْدَاءَ مُنْشَقًّا نَسَاها = تَجَاسَرُ بالنُّخَاعِ وبِالوَتِينِ

إِذَا ما قُمْتُ أَرْحَلُها بِلَيْلٍ = تَأَوَّهُ آهةَ الرَّجُلِ الْحزِينِ

تقُولُ إِذَا دَرَأتُ لها وَضِينِي = أَهذا دِينُهُ أَبَداً ودِينِي

أَكُلَّ الدَّهرِ حَلٌّ وارْتِحالٌ = أَمَا يُبْقِي عَليَّ وما يَقِينِي

فأَبْقَى باطِلي والجِدُّ مِنْها = كدُكَّانِ الدَّرَابِنةِ المطِينِ

ثَنَيْتُ زِمامَها ووضَعْتُ رَحْلِي = ونُمْرُقَةً رَفدْتُ بها يَمينِي

فرُحْتُ بها تُعارِضُ مُسْبَطِرًّا = على صَحْصَاحِهِ وعلى المُتُونِ

إِلى عَمْرٍو ومِنْ عَمْرو أَتَتْنِي = أَخي النَّجَدَاتِ والحِلْمِ الرَّصينِ

فإِمَّا أَنْ تَكونَ أَخِي بحَقٍّ = فأَعْرِفَ مِنْكَ غَثِّي أَوْ سمِينِي

وإِلاَّ فاطَّرِحْنِي واتَّخِذْنِي = عَدُوًّا أَتَّقِيكَ وتَتَّقِينِي

وما أَدْرِي إِذَا يَمَّمْتُ أَمْراً = أُريدُ الخَيْرَ أَيُّهُما يَلِينِي

أَأَلخَيْرُ الَّذِي أَنا أَبْتَغِيهِ = أَم الشَّرُّ الَّذِي هُوَ يَبْتَغِينِي

02‏/05‏/2013

من أعظم قصص العدل في الإسلام.

"أعظم محاكمة"
سُمع بها على مرّ التاريخ !!

.. بدأت المحاكمة ؟ نادِ الغلام : ياقتيبة ( هكذا بلا لقب ) ، فجاء قتيبة وجلس هو وكبير الكهنة أمام القاضي جَميْعُهم ..

قال القاضي : ما دعواك يا سمرقندي ؟
قال : اجتاحنا قتيبة بجيشه ، ولم يدعنا إلى الإسلام ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا ..

.. التفت القاضي إلى قتيبة وقال : وما تقول في هذا يا قتيبة ؟
قال قتيبة : الحرب خدعة ، وهذا بلد عظيم ، وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ولم يقبلوا بالجزية ...

.. قال القاضي : يا قتيبة هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟
قال قتيبة : لا إنما باغتناهم لما ذكرت لك ...
قال القاضي : أراك قد أقررت ..

وإذا أقر المدعى عليه انتهت المحاكمة ، يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل ..

.. ثم قال - القاضي - : قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء ، وأن تُترك الدكاكين والدور ، وأنْ لا يبقى في سمرقند أحد ، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك !!

لم يصدّق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه ؛ فلا شهود ولا أدلة ، ولم تدم المحاكمة إلا دقائق معدودة ، ولم يشعروا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم ..

.. وبعد ساعات قليلة سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو وأصوات ترتفع وغبار يعمّ الجنبات ، ورايات تلوح خلال الغبار ، فسألوا ..

فقيل لهم : إنَّ الحكم قد نُفِذَ ، وأنَّ الجيش قد انسحب ، في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به ..

وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية ، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم .

ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر ، حتى خرجوا أفواجاً ، وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون (( شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله )) ..

من اروع الرسائل ...
هذه قصة من كتاب
( قصص من التاريخ ) للشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله ....

وأصلها التاريخي في
الصفحة 411 من ( فتوح البلدان ) للبلاذري
طبعة مصر سنة 1932م

أتدري من القاضي؟


القاضي هو :
(( عمر بن عبد العزيز )) رحمه الله .....

23‏/04‏/2013

كاريكاتير انجليزي مناصر للمسلمين

كاريكاتير انجليزي مناصر للمسلمين



الترجمه :مطلوب للعدالة .. ميت أو حي , إحذر إنه شديد الخطورة









في إمكان الراهبة أن تغطي جسدها من رأسها إلى إصبع قدمها وذلك لتكريس حياتها لعبادة ربها , صحيح ؟
لكن إذا فعلت فتاة مسلمة نفس الشئ , لماذا تضطهد ؟






عندما تبقى إمرأة غربية في البيت لتعتني بالمنزل والأطفال فهي بذلك تحترم من قِبل كامل المجتمع وذلك من أجل تضحيتها بحياتها من أجل بيتها وأسرتها
لكن إذا قامت بنفس الشئ إمرأة مسلمة , لماذا تضطهد ؟








أي فتاة تستطيع الذهاب إلى الجامعة وهي ترتدي ما تريده فهي تمتلك حقوق وحرية
لكن عندما ترتدي فتاة مسلمة الحجاب فهي تمنع من دخول الجامعة






عندما يقوم طفل بتكريس نفسه لموضوع ما فهو بذلك يمتلك موهبة
لكن عندما يكرس الطفل نفسه للإسلام فهو ميؤوس منه







عندما يضحي شخص ما بنفسه للحفاظ على حياة الآخرين فهو بذلك شخص نبيل وشهم والجميع يحترمه
ولكن عندما يضحي فلسطيني بنفسه لإنقاذ إبنه من أن يقتل ولإنقاذ أخوه من أن تكسر ذراعه ولحماية أمه من أن تغتصب ولحماية منزله من أن يدمر ولحماية مسجده من أن تنتهك حرمته .... فهو بذلك ينال لقب (الإرهابي) !






عندما يقتل يهودي شخص ما فالدين ليس له علاقة بما حصل
ولكن عندما يتهم مسلم بجريمة يكون الإسلام هو المتهم الرئيسي







عندما تحدث مشكلة فنحن نقبل أي حل , صحيح ؟
لكن إذا كان الحل يكمن في الإسلام فنحن نرفض أن نلقي ولو نظره عليه






عندما يقود شخص ما سيارة ممتازة بطريقة خطأ, لا يلوم أحد السيارة
لكن عندما يقوم مسلم بإرتكاب خطأ أو يعامل الناس بطريقة سيئة - يقول الناس "الإسلام هو السبب" !!







بدون أخذ لمحة عن تشريعات الإسلام وقوانينه , يصدق الناس ما تقوله الصحف, لكن السؤال ماذا يقول القرآن الكريم !








لماذا , لإنه مسلم !






تريد أن تمحي هذا الظلم
إذن قم الآن وارسل هذه الرسالة لكل شخص تعرفه((للمعلوميه هي رسالة إيميل ))







أنا مسلم أقتلني و قم بتسميتها أضرار جانبية
إنهب مواردي , إغزو أرضي , غير قيادتي وقم بتسميتها ديموقراطية
http://www.albder.com/upbader/islami/islami.htm

19‏/02‏/2013

استعطاف تميم بن جميل للمعتصم

كان تميم بن جميل السّدوسي قد خرج بشاطىء الفرات ، واجتمع إليه كثير من الأعراب ، فعـظم أمره ، وبعد ذكره ، ثم ظفر به ، وحمل موثقاً إلى باب المعتصم .

فقال أحمد بن أبي دؤاد : ما رأيت رجلاً عاين الموت ، فما هاله ، ولا شغـله عما كان يجب عليه أن يفعله إلاّ تميم بن جميل ، فإنه لمّا مثل بين يدي المعتصم ، فأحضر

السيف والنطع وأوقف بينهما ، تأمّله المعتصم ، وكان جميلاً وسيماً ، فأحبّ أن يعلم أين لسانه وجنانه من منظره ، فقال له : تكلّم يا تميم . فقال : أمّا إذ أذنت يا أمير

المؤمنين فأنا أقول الحمد لله الذي أحسن كلّ شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ، ثمّ جعل نسله من سلالة من ماء مهين ، جبر بك صدع الدّين ولمّ بك شعث

المسلمين ، وأوضح بك سبل الحق ، وأخمد بك شهاب الباطل ، إن الذنوب تخرس الألسنة الفصيحة ، وتعيي الأفئدة الصّحيحة ، ولقد عظمت الجريرة ، وانقطعت الحجّة

وساء الظن ، ولم يبق إلاّ عفوك أو انتقامك ، وأرجو أن يكون أقربهما منك وأسرعهما إليّ أشبههما بك وأولاهما بكرمك ، ثمّ قال على البديهة :

أرى الموت بين السيف والنطع كامناً ... يـــلاحظني من حيثـــما أتــلفتُ

وأكـبـــــــر ظني أنك اليـوم قــــاتــلي ... وأي امرىء مما قضى الله يفلتُ

وأي امرىء يأتــــي بـعـذر وحـــــجة ... وسيف المنايا بين عينيه مـصلتُ

ومـا جزعــي مـن أن أمـوت وإنــني ... لأعــــلم أن المــــوت شيء مؤقتُ

ولكن خــلفي صبــية قــــد تركتـــهم   ...  وأكبــــادهــــم من حسرة تتـــفـتتُ

كـأني أراهم حــين أنـعــى إليــــــهم   ...   وقــد خمشوا تلك الوجـوه وصوّتوا

فإن عشت عاشوا خافــضين بغبطة  ... أذود الرّدى عنهم وإن مـتّ موّتوا

وكـــم قـــائل لا يبــــعـــد الله روحه   ...  وآخــــر جــذلان يســــرّ و يشمــتُ



فتبسمّ المعتصم وقال : كاد والله يا تميم أن يسبق السيف العذل ، وقد وهبتك للصّبية ، وغفرت لك الصّبوة . ثمّ أمر بفك قيوده وخلع عليه .