علي يحيى الزهراني
** ـ نشرت ( المدينة ) ندوتين خلال الأسبوع الماضي واحدة مع أعضاء من مجلس الشورى وأكاديميين والثانية مع عمداء كليات مختلفة !! .
والندوتان كانتا ثريتين تماماً رغم تضادهما !! .
فالندوة الأولى كانت ضد الاختبارات التحصيلية وقياس القدرات على الأقل .. بطريقتها الحالية .. وترى فيها إجحافاً كبيراً بحق الخريجين والخريجات !! .
فيما كرس المشاركون في الندوة الثانية معظم طروحاتهم إلى ضرورة هذه الاختبارات وإلى نجاعتها !! .
** ـ ومن خلال متابعتي للأصداء والنقاشات والأحاديث والقصص الدائرة هنا وهناك وجدت أن الناس يعانون جداً من هذه الاختبارات وعلى مختلف الشرائح ولم أجد عين الرضا التي يمكن أن تغض الطرف دونها إلا أعين المسئولين في الجامعات أنفسهم!! .
وأكثر من اتصال كان ينادي بالخلاص من ( عنق زجاجة ) وضعوا فيه على حين غرة ولا يدرون كيف الخلاص منه ؟؟ .
وقال صاحب شكوى ( يا جماعة ارفعوا فأس الجامعات عن رقابنا )!! .
** ـ اصطراخ.. معاناة ..وضجيج ..شكاوى فأين الأذن الصاغية ؟؟ .
** ـ ورغم أنني كتبت عن الموضوع الأسبوع الماضي لكن حسناً سأعيد الطرح بلغة أقرب إلى هم الناس فلعلها تكون مسموعة عند من يملكون حق القرار في هذه الاختبارات !! .
أولاَ : من خول المركز الوطني بأن يأخذ رسوماً على الطلاب نظير اختبارات القياس ؟
من متى والدولة تأخذ رسوماً على التعليم ؟
هذا لم يحدث إطلاقاً عبر تاريخ هذه الدولة الرشيدة التي أولت جل عنايتها واهتمامها بالتعليم وجعلته بالمجان . فلماذا يأتي ما يعرف (بالمركز الوطني للقياس ) فيخترق منهجية الدولة ويشرّع على كيفه ومزاجه ؟؟ .
ثم نأخذ الرسوم على من ؟ على الطلاب ؟ نفرض عليهم الأنظمة ونستغل ظروفهم ونستثمر حاجاتهم؟؟!! .
ألم يكن بإمكان المركز الوطني إن كان هناك حاجة له ولقياساته أن يكون بالمجان ؟؟ .
وهل الدولة بحاجة إلى تحصيل المال من أبنائها الطلاب المغلوب على أمرهم ؟؟ لا .. وألف لا !! .
الدولة تعين البعيد فكيف بأبنائها؟؟ .
ثم ترى لصالح من تجنى المليارات؟ وأين تذهب هذه الأموال ؟
هل تذهب لوزارة التعليم العالي؟ هل تذهب للجامعات ؟ هل تذهب لوزارة المالية ؟
إلى أين تذهب ؟؟
ولا تقولوا تذهب ( للمركز الوطني ) فلا أحسب له في خارطة العمل الحكومي أي صفة ولا أدري بأي حق يجني الجبايات من عروق الطلاب وأولياء أمورهم وعلى ( عينك يا تاجر ) دون حسيب ولا رقيب ؟؟!! .
** ـ إنني أطالب بالتدخل سريعاً لمتابعة قضية ( نظامية ) المركز الوطني و ( قانونية ) جباية الرسوم من الطلاب !! .
وإذا لم يتم التدخل في وضع حد لهذا الاستغلال المادي لحاجات الناس وظروفهم فربما قامت مراكز ومؤسسات أخرى تقوم بنفس الجبايات وبحجج شتى حتى يصبح هذا المواطن محاصراً بأطواق من جشع وأطماع من لا يخافون فيه لومة لائم !! .
** ـ هذا أولاً وهو الأدهى والأمر..
أما ثانياً : فهي اختبارات القياس نفسها !! .
من جاء بهذه الاختبارات ؟ ولماذا؟
الذي أعرفه أن ولادة فكرة الاختبارات غير شرعية تماماً وغير نزيهة بالمطلق فهي جاءت نتيجة اتهامات تحولت إلى أزمة وعدم ثقة في مخرجات التعليم العام .
وكانت فكرة ( القياس ) هو الوصول إلى نوعية الطالب الجامعي الذي يمكن أن تقبل به الجامعات ( وأرجوكم ألا يسأل أحد الجامعات نفسها عن مخرجها في التعليم العالي فالنتيجة فتاكة ) !! .
ثم تحول القياس بوضعه الحالي إلى معضلة اجتماعية .
ذلك أن النسب المتكافئة أحدثت فروقاً كبيرة جداً بين درجات الطلاب بالثانوية العامة ودرجاتهم في اختبارات القياس
فطالب يحصل على 100 % طوال السنوات الثلاث في الثانوية لا تتجاوز نسبته المكافئة 70 % وهنا دخل الكثيرون في دوامة قاتلة وخيارات صعبة ، فقد تقبل ، وقد تقبل كيفما اتفق ، وقد تجد نفسك على الرصيف حتى ولو كنت حاصلاً على امتياز في الثانوية !! .
** ـ و ( القياس ) أفرز دلالات عدة، أخطرها أن عدم الثقة بمخرج التعليم العام ـ وبهكذا طريقة ـ يعني أن كل جهود الدولة وخسائرها في التعليم قد تتحول إلى نوع من ( الهدر المترف ) على أعتاب ( السيد الأكاديمي ) !! .
أما الدلالة الثانية فهي حالة التكسب المادي لأي جهة أو فرد من وراء فرية ( ضعف المخرج العام ) والدلالة الثالثة فتح الباب لمن يحاول استغلال واستثمار ظروف الناس وحوائجهم لمصالح شخصيه وأطماع ذاتية !! .
ناهيكم عن مصادرتنا لجهود وتعب وسهر الطالب طوال السنين بجرة قلم . وما قد يتعرض له من إحباط أو شعور بالظلم .
أما ما هو أهم : فماذا عن من سيغمرهم الطوفان ؟ ماذا سيكون مصيرهم ؟ إلى أين سيذهبون ؟ هل فكرتم ما قد يفعلونه بأنفسهم وأهلهم ووطنهم ؟
** ـ وفي النهاية دعونا نقترب أكثر من معاناة الناس .. ونسأل :
لماذا لا تكون اختبارات القياس بالمجان ؟ ولماذا لا تغير الجامعات من ( هوية قياساتها ) لتتحول إلى مجرد تحديد للتوجهات داخل المؤسسات الأكاديمية وهذا عوض عن برنامج الإرشاد الأكاديمي القديم ؟؟!! .
** ـ ( يا سادة ) يسروا على الناس ولا تشقوا عليهم في فلذات أكبادهم .
والندوتان كانتا ثريتين تماماً رغم تضادهما !! .
فالندوة الأولى كانت ضد الاختبارات التحصيلية وقياس القدرات على الأقل .. بطريقتها الحالية .. وترى فيها إجحافاً كبيراً بحق الخريجين والخريجات !! .
فيما كرس المشاركون في الندوة الثانية معظم طروحاتهم إلى ضرورة هذه الاختبارات وإلى نجاعتها !! .
** ـ ومن خلال متابعتي للأصداء والنقاشات والأحاديث والقصص الدائرة هنا وهناك وجدت أن الناس يعانون جداً من هذه الاختبارات وعلى مختلف الشرائح ولم أجد عين الرضا التي يمكن أن تغض الطرف دونها إلا أعين المسئولين في الجامعات أنفسهم!! .
وأكثر من اتصال كان ينادي بالخلاص من ( عنق زجاجة ) وضعوا فيه على حين غرة ولا يدرون كيف الخلاص منه ؟؟ .
وقال صاحب شكوى ( يا جماعة ارفعوا فأس الجامعات عن رقابنا )!! .
** ـ اصطراخ.. معاناة ..وضجيج ..شكاوى فأين الأذن الصاغية ؟؟ .
** ـ ورغم أنني كتبت عن الموضوع الأسبوع الماضي لكن حسناً سأعيد الطرح بلغة أقرب إلى هم الناس فلعلها تكون مسموعة عند من يملكون حق القرار في هذه الاختبارات !! .
أولاَ : من خول المركز الوطني بأن يأخذ رسوماً على الطلاب نظير اختبارات القياس ؟
من متى والدولة تأخذ رسوماً على التعليم ؟
هذا لم يحدث إطلاقاً عبر تاريخ هذه الدولة الرشيدة التي أولت جل عنايتها واهتمامها بالتعليم وجعلته بالمجان . فلماذا يأتي ما يعرف (بالمركز الوطني للقياس ) فيخترق منهجية الدولة ويشرّع على كيفه ومزاجه ؟؟ .
ثم نأخذ الرسوم على من ؟ على الطلاب ؟ نفرض عليهم الأنظمة ونستغل ظروفهم ونستثمر حاجاتهم؟؟!! .
ألم يكن بإمكان المركز الوطني إن كان هناك حاجة له ولقياساته أن يكون بالمجان ؟؟ .
وهل الدولة بحاجة إلى تحصيل المال من أبنائها الطلاب المغلوب على أمرهم ؟؟ لا .. وألف لا !! .
الدولة تعين البعيد فكيف بأبنائها؟؟ .
ثم ترى لصالح من تجنى المليارات؟ وأين تذهب هذه الأموال ؟
هل تذهب لوزارة التعليم العالي؟ هل تذهب للجامعات ؟ هل تذهب لوزارة المالية ؟
إلى أين تذهب ؟؟
ولا تقولوا تذهب ( للمركز الوطني ) فلا أحسب له في خارطة العمل الحكومي أي صفة ولا أدري بأي حق يجني الجبايات من عروق الطلاب وأولياء أمورهم وعلى ( عينك يا تاجر ) دون حسيب ولا رقيب ؟؟!! .
** ـ إنني أطالب بالتدخل سريعاً لمتابعة قضية ( نظامية ) المركز الوطني و ( قانونية ) جباية الرسوم من الطلاب !! .
وإذا لم يتم التدخل في وضع حد لهذا الاستغلال المادي لحاجات الناس وظروفهم فربما قامت مراكز ومؤسسات أخرى تقوم بنفس الجبايات وبحجج شتى حتى يصبح هذا المواطن محاصراً بأطواق من جشع وأطماع من لا يخافون فيه لومة لائم !! .
** ـ هذا أولاً وهو الأدهى والأمر..
أما ثانياً : فهي اختبارات القياس نفسها !! .
من جاء بهذه الاختبارات ؟ ولماذا؟
الذي أعرفه أن ولادة فكرة الاختبارات غير شرعية تماماً وغير نزيهة بالمطلق فهي جاءت نتيجة اتهامات تحولت إلى أزمة وعدم ثقة في مخرجات التعليم العام .
وكانت فكرة ( القياس ) هو الوصول إلى نوعية الطالب الجامعي الذي يمكن أن تقبل به الجامعات ( وأرجوكم ألا يسأل أحد الجامعات نفسها عن مخرجها في التعليم العالي فالنتيجة فتاكة ) !! .
ثم تحول القياس بوضعه الحالي إلى معضلة اجتماعية .
ذلك أن النسب المتكافئة أحدثت فروقاً كبيرة جداً بين درجات الطلاب بالثانوية العامة ودرجاتهم في اختبارات القياس
فطالب يحصل على 100 % طوال السنوات الثلاث في الثانوية لا تتجاوز نسبته المكافئة 70 % وهنا دخل الكثيرون في دوامة قاتلة وخيارات صعبة ، فقد تقبل ، وقد تقبل كيفما اتفق ، وقد تجد نفسك على الرصيف حتى ولو كنت حاصلاً على امتياز في الثانوية !! .
** ـ و ( القياس ) أفرز دلالات عدة، أخطرها أن عدم الثقة بمخرج التعليم العام ـ وبهكذا طريقة ـ يعني أن كل جهود الدولة وخسائرها في التعليم قد تتحول إلى نوع من ( الهدر المترف ) على أعتاب ( السيد الأكاديمي ) !! .
أما الدلالة الثانية فهي حالة التكسب المادي لأي جهة أو فرد من وراء فرية ( ضعف المخرج العام ) والدلالة الثالثة فتح الباب لمن يحاول استغلال واستثمار ظروف الناس وحوائجهم لمصالح شخصيه وأطماع ذاتية !! .
ناهيكم عن مصادرتنا لجهود وتعب وسهر الطالب طوال السنين بجرة قلم . وما قد يتعرض له من إحباط أو شعور بالظلم .
أما ما هو أهم : فماذا عن من سيغمرهم الطوفان ؟ ماذا سيكون مصيرهم ؟ إلى أين سيذهبون ؟ هل فكرتم ما قد يفعلونه بأنفسهم وأهلهم ووطنهم ؟
** ـ وفي النهاية دعونا نقترب أكثر من معاناة الناس .. ونسأل :
لماذا لا تكون اختبارات القياس بالمجان ؟ ولماذا لا تغير الجامعات من ( هوية قياساتها ) لتتحول إلى مجرد تحديد للتوجهات داخل المؤسسات الأكاديمية وهذا عوض عن برنامج الإرشاد الأكاديمي القديم ؟؟!! .
** ـ ( يا سادة ) يسروا على الناس ولا تشقوا عليهم في فلذات أكبادهم .
المرجع / جريدة المدينة المنورة الأحد 1431/08/20 هـ 01/08/2010 م عدد:1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق