مرحبا بالزائر الكريم

أحب الصالحين ولست منهم ، لعلي أن أنال بهم شفـــاعة
وأكره من تجارته المعاصي ، ولو كنا سواء في البضاعة

أبحث في قوقل

02‏/12‏/2013

قصيدة من عيون الشعر العربي : للمثقب العبدي

قال المثقب العبديّ :

أَفَاطِمَ قَبْلَ بَيْنِكِ مَتِّعِينِي = ومَنْعُكِ ما سَأَلْتُ كأَنْ تَبينِي

فَلاَ تَعِدِي مَوَاعِدَ كاذِباتٍ = تَمُرُّ بِها رِياحُ الصَّيْفِ دُونِي

فَإِنِّي لو تُخالِفُنِي شِمالِي = خِلاَفَكِ ما وَصَلْتُ بِها يَمِينِي

إِذاً لَقَطَعْتُها ولَقُلْتُ بِيني = كذلِكَ أَجْتَوِى مَنْ يَجْتَوِينِي

لِمَنْ ظُعُنٌ تُطالِعُ مِنْ ضُبَيْبٍ = فما خَرَجَتْ من الوادِي لِحِينِ

مرَرْنَ على شَرَافَ فَذَاتِ رَجْلٍ = ونَكَّبْنَ الذَّرَانِحَ باليَمِينِ

وهُن كَذَاكَ حِينَ قَطَعْنَ فَلْجاً = كأَنَّ حُمُولَهُن علي سَفِينِ

يُشَبَّهْنَ السَّفِينَ وهُنَّ بُخْتٌ = عُرَاضَاتُ الأَباهِرِ والشُّؤُونِ

وهُنَّ علي الرَّجائِزِ وَاكِنَاتٌ = قَوَاتِلُ كلِّ أَشْجَعَ مُسْتَكينِ

كَغِزْلاَنٍ خَذَلْنَ بِذَاتِ ضَالٍ = تَنُوشُ الدَّانِياتِ من الغُصُون

ظَهَرْنَ بِكِلَّةٍ وسَدَلْنَ أُخْرَى = وثَقَّبْنَ الوَصَاوِصَ لِلْعُيُونِ

وهُنَّ على الظِّلاَمِ مُطلَّباتٌ = طَوِيلاَتِ الذَّوائِبِ والقُرُونِ

أَريْنَ مَحَاسِناً وكَنَنَّ أُخْرَى = مِنَ الأَجيادِ والبَشَرِ المَصُونِ

ومنْ ذَهَبٍ يَلُوحُ على تَرِيبٍ = كلَوْنِ العاجِ ليْسَ بِذِي غُضُونِ

إِذَا ما فُتْنَهُ يَوْماً بِرَهْنٍ = يَعِزُّ عليهَِ لم يَرْجعْ بِحِينِ

بِتَلْهِيةٍ أَرِيشُ بِها سِهامِي = تَبُذُّ المُرْشِقاتِ منَ القَطِينِ

عَلَوْنَ رُبَاوَةً وهَبَطْن غَيْباً = فَلَمْ يَرْجِعْنَ قائِلَةً لِحِينِ

فَقُلْتُ لِبَعْضِهِنَّ، وشُدَّ رَحْلِي = لِهَاجِرةٍ نَصَبْتُ لَهَا جَبينِي

لَعَلَّكِ إِنْ صَرَمْتِ الحَبْلَ مِنِّي = كَذَاكِ أَكُونُ مُصْحِبَتِي قَرُونِي

فَسَلِّ الهمَّ عَنْكَ بِذَاتِ لَوْثٍ = عُذَافِرَةٍ كَمِطْرَقَةِ القُيُونِ

بِصادِقَةِ الوَجِيفِ كأَنَّ هِرًّا = يُبارِيهَا ويأْخُذُ بالوَضِينِ

كَسَاهَا تامِكاً قَرِداً عليها = سَوَادِيُّ الرَّضِيحِ معَ اللَّجينِ

إِذَا قَلِقَتْ أَشُدُّ لَها سِنَافاً = أَمَامَ الزَّوْرِ منْ قَلَقِ الوَضِينِ

كأَنَّ مَوَاقِعَ الثَّفِنَاتِ مِنها = مُعَرَّسُ باكِرَاتِ الوِرْدِ جُونُ

يَجُذُّ تَنَفُّسُ الصُّعَدَاءِ مِنْها = قُوَى النِّسْعِ المُحَرَّمِ ذِي المُتُونِ

تَصُكُّ الحَاِلبَيْنِ بِمُشْفَتِرُّ = لَهُ صَوْتٌ أَبَحُّ منَ الرَّنِينِ

كأَنَّ نَفِيَّ ما تَنْفِي يَدَاهَا = قِذَافُ غَرِيبَةٍ بِيَدَيْ مُعِينِ

تَسُدُّ بِدَائمِ الخَطَرَانِ جَثْلٍ = خَوَايَةَ فَرْجِ مِقْلاَتٍ دَهِينِ

وتَسْمَعُ للذُّبابِ إِذَا تَغَنَّى = كَتَغْرِيدِ الحَمَام على الوُكُونِ

فالْقَيْتُ الزِّمامَ لها فنامَتْ = لِعَادَتِها منَ السَّدَفِ المُبِينِ

كأَنَّ مُناخَها مُلْقَى لِجَامٍ = عَلَى مَعْزائِها وعَلَى الوَجِينِ

كأَنَّ الكُورَ والأَنْسَاعَ مِنها = على قَرْوَاءَ ماهِرَةٍ دهِينِ

يَشُقُّ الماءَ جُؤْجُؤُها ويَعْلُو = غَوَارِبَ كلِّ ذِي حَدَبٍ بَطِينِ

غَدَتْ قَوْدَاءَ مُنْشَقًّا نَسَاها = تَجَاسَرُ بالنُّخَاعِ وبِالوَتِينِ

إِذَا ما قُمْتُ أَرْحَلُها بِلَيْلٍ = تَأَوَّهُ آهةَ الرَّجُلِ الْحزِينِ

تقُولُ إِذَا دَرَأتُ لها وَضِينِي = أَهذا دِينُهُ أَبَداً ودِينِي

أَكُلَّ الدَّهرِ حَلٌّ وارْتِحالٌ = أَمَا يُبْقِي عَليَّ وما يَقِينِي

فأَبْقَى باطِلي والجِدُّ مِنْها = كدُكَّانِ الدَّرَابِنةِ المطِينِ

ثَنَيْتُ زِمامَها ووضَعْتُ رَحْلِي = ونُمْرُقَةً رَفدْتُ بها يَمينِي

فرُحْتُ بها تُعارِضُ مُسْبَطِرًّا = على صَحْصَاحِهِ وعلى المُتُونِ

إِلى عَمْرٍو ومِنْ عَمْرو أَتَتْنِي = أَخي النَّجَدَاتِ والحِلْمِ الرَّصينِ

فإِمَّا أَنْ تَكونَ أَخِي بحَقٍّ = فأَعْرِفَ مِنْكَ غَثِّي أَوْ سمِينِي

وإِلاَّ فاطَّرِحْنِي واتَّخِذْنِي = عَدُوًّا أَتَّقِيكَ وتَتَّقِينِي

وما أَدْرِي إِذَا يَمَّمْتُ أَمْراً = أُريدُ الخَيْرَ أَيُّهُما يَلِينِي

أَأَلخَيْرُ الَّذِي أَنا أَبْتَغِيهِ = أَم الشَّرُّ الَّذِي هُوَ يَبْتَغِينِي

ليست هناك تعليقات: