مرحبا بالزائر الكريم

أحب الصالحين ولست منهم ، لعلي أن أنال بهم شفـــاعة
وأكره من تجارته المعاصي ، ولو كنا سواء في البضاعة

أبحث في قوقل

05‏/11‏/2010

تركي السديري والرد عليه من الدكتور حسن العجمي حول البطالة

مقال تركي السديري 
حتى ولو اختلفت وجهات النظر

أعتقد أنني قد تناولت موضوع البطالة من عدة أوجه مختلفة فلابد من محاولة الوصول إلى شمول يستقصي مسبّبات الوهن الاجتماعي القائم.. 

لا أدّعي أنني أمتلك انفرادية وجاهة الحلول ولكني أحاول.. فقط أحاول.. الوصولَ إلى وجاهة نظر تخص موضوعاً بالغ الأهمية.. ومن أبسط مظاهر وضوح بعض سلبياته انتشار العجز الوظيفي وتوزّع الاتهام في مصادر هذا العجز إلى عدة جهات أتت في طليعتها الشركات الكبرى ورجال الأعمال، وطرح تساؤل ما إذا كانت مهمة التعليم الواسع والنادر في دول أخرى ستجد انتشاراً وظيفياً مثلما هو قائم حالياً الانتشار التعليمي المبهر تعدداً في التخصصات العلمية والتقنية وكثافة في تحضير ارتفاع نسبة الجيل المؤهل.. 

هناك وجهة نظر ليست سلبية ولا تمثل هروباً من مسؤولية فمَنْ يقولها خارج عن دائرة تراشق الاتهام القائم ما بين وزارة العمل ومواقع العمل الأهلية، لكنه يضيف وجهة نظر تملك هي الأخرى موضوعية طرح ما دمنا نستقصي في النقاش كل أبعاد العجز القائم.. 

لماذا لا نسمي العاطل الهارب من جامعته أو وظيفته بالعاطل المدلّل إذا ما قيس تحمّله لمسؤولياته تجاه ذاته بما هو عليه الموظف القادم من الخارج من قدرات تطوير ذاته وظيفياً.. هذا جانب آخر من المعاناة الاجتماعية.. 

في مصر يوجد عدد سكاني هائل يقارب السبعين مليوناً، وفرص العمل محدودة جداً، ومستويات الرواتب منخفضة في الداخل، ومع ذلك فإن الشاب أو الشابة لا يترددان في الالتحاق بأي عمل يتاح لهما حتى ولو كان في حدود المئة دولار وأحياناً أقل.. ولعل الأفق الأكثر استيعاباً لتوظيف الشباب هناك هو مجال الخدمة في السياحة أو الفندقة، وقد أتيح تخصص دبلوم في هذا الشأن بعد الثانوية العامة، ولا تستغرب أن كثيراً ممّن تراه وتسأله عن العمل يقول: سياحة وفنادق.. الملاحظ هنا أنه يقبل بأي بداية نقدية لكنه يصعد بنفسه.. 

هنا يقولون إن بعض العاطلين السعوديين يضع مواصفات معيّنة لوظيفته وبدونها يرفض العمل حتى ولو التحق بضعة أشهر.. طبعاً هذا المنحى رغم سلبيته وحقائق تواجده هو ما يعاني منه مَنْ يوظِّفون وليس مَنْ يتوظَّفون.. 

لابد من الاعتراف بوجود كفاءات موهوبة قبلت البداية من مرحلة الصفر.. والزميل علي الرويلي - وهو حالياً من أبرز الصحفيين في قسم الاقتصاد بجريدة «الرياض» - بدأ حياته المهنية في الجريدة كحارس بوابة ثم موظف سنترال وأخيراً متفرغ اقتصاد بتأهيل جامعي.. 

إننا سواء تلمّسنا التقصير من قبل مَنْ يملك مواقع العمل أو من قبل الطرف الآخر.. المرصود في قائمة البطالة.. فإننا في كل حالات التصوّر نقف أمام حقيقة وجود خلل اجتماعي ووظيفي لابد من تدخلات تعالج ما هو متفق على وجوده حتى ولو اختلفت وجهات النظر..

الرد من 
د/حسن بن ناجع آل عسكر العجمي

المقال:

تركي السديري علم من أعلام الصحافة في هذا الوطن ويتربع على عرش إعلامي عريق وقد يكون الرجل متميزاً ويستحق هذا النجاح أوقد يكون رجلاً محضوضاً ، وكلا الأمرين لا يهمان القارئ كثيراً وأنا أولهم . ولكن ما يهمنا في الأمر هو مقاله الأخير عن البطالة في جريدة الرياض يوم الأربعاء الموافق 11/7/1431هـ العدد (15339)، والذي وصف فيه العاطلين عن العمل في المملكة العربية السعودية بالمدللين .
معقولة يا أستاذ تركي في عاطل مدلل!!!؟؟؟ ، (ممكن يكون هذا الشيء موجود ولكن في الطبقة الأرستقراطية ) أمَّا شبابنا يا أستاذ تركي فهم معطَّلون عن العمل وليسوا عاطلين ، إذا حاب تعرف شبابنا (العاطلين المدللين) على حد وصفك: تعال شوفهم في الليموزينات وفي مواقف التكاسي وفي المطاعم السريعة وتعال شوفهم على الشاحنات وفوق صهاريج المياه ، تعال شوفهم في أسوق الغنم وأسواق الخضار وفي الشركات الأمنية !!! وبرواتب مؤسفة وتورِّث الفقر ، ولكن أنا متأكد أنك ما تجي هذي الأماكن ولا تعرف عنها شيئاً ، لأن هذي الأماكن لا يأتيها من آتاهم الله من فضله وما ذلك إلا (لأنهم يأتيهم رزقهم رغداً من كل مكان) زادكم الله من فضله ، ولكن لماذا تحصر العاطلين عن العمل في الهارب من جامعته أو الهارب من وظيفته؟؟؟ ، لماذا تغض الطرف عن الخريجين والخريجات ؟؟؟ ، ولماذا تعرض عن حملة الشهادات العليا؟؟؟ من أبنائنا الذين بذلوا في طلب العلم مالم تبذله أنت و لم يبذله أبناء الطبقة المخملية معك (مع احترامي للجميع) ومع ذلك لم يجدوا إلا من يقول لهم أيها العاطلون المدللون.
إن كنت تضرب المثل في جارتنا العزيزة جمهورية مصر العربية ، فأقول لك: (وبكل زعل) هذا قياس مع الفارق ، لا يجوز في فنٍّ من الفنون ولا يقبله العاقلون ، ومن نافلة القول أن أقول لك إن مصر لا تشبهنا في قليل ولا كثير ولا من بعيد أو من قريب ، فأنَّى لك أن تسقط على واقعنا أمثالاً مغلوطة ونماذج شاذة (والشاذ لا حكم له) كما أن (المغلوط لا يلتفت إليه) إلا أن يكون القصدُ من وراء ذلك هو ذر الرماد في العيون؟؟؟.
إن الشاب السعودي يا أخ تركي (والكلام للجميع) كل ما يطلبه راتب يتناسب مع الوضع الاقتصادي العام في البلد ، وعملاً يتناسب مع مؤهلاته ، وليس من العدل أن تطلب من الشباب أصحاب المؤهلات العالية أن يعملوا حارسي بوابات لأن صديقك الرويلي عمل حارساً لبوابةٍ في يوم مَّا .
سيتقبل منك القراء حين تكتب عن الترف الثقافي والعلمي والمادي وعن جمال المدن الأوربية ، وعن جودة الخدمات في الطيران الدولي ، وعن رئاسة هيئة الصحفيين ، وغير ذلك مما أنت به خبير ، ولكن لن يقبلوا منك أن تكتب عن معاناتهم أو أن تنكأ جروحهم ولست بها خبيراً ، إذ أنك لم تستقبل إبناً من أبنائك يوماً مَّا وهو عائد من خارج البيت في الساعة الثانية ظهراً (وفي عز القايلة) وفي يده ملف أخضر وقد طواه في يمينه وكل علامات اليأس والإحباط تعلوا محياه لأنه لم يلق جهة تتقبله ، وحين تفتش في ذاك الملف تجد على أقل تقدير شهادة جامعية وعددٌ من الدورات المصاحبة لها ، ولم تسأل نفسك لماذا يفعلون هكذا بإبني وفلذة كبدي لماذا يحطمون آماله وينسفون أحلامه.
إن مشكلة البطالة يا أخ تركي (والكلام للجميع) ليست مسئولية مكتب العمل ولا مسئولية أرباب العمل ، إنها مسئولية الحكومة بجميع وزاراتها ، لأننا إلى الآن نجد كثيراً من وزارات الدولة ودوائرها الحكومية لديها موظفين من غير السعوديين وبنسب مرتفعة ، فلذلك لا يأخذ أرباب العمل ولا مكتب العمل توصيات الدولة بتوظيف السعوديين على محمل الجد .
تحذير هام : المطلوب حلول عاجلة وجذرية ونوايا صادقة ، قبل أن يتحول أرباب الشهادات إلى أرباب سوابق ، وأبنائنا إلى أعدائنا ، وفلذات أكبادنا إلى خلايا سرطانية.(هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب)
توصية أخيرة: على أصحاب الأقلام المذهَّبة ذات الخط الجميل ، إذا أرادوا أن يكتبوا عن معانات المواطن وهمومه ، فإن عليهم أن ينزلوا إلى الشارع ويكتبوا عن معرفة وعلم وأن يكونوا على مقربة من الـ (حدث) ، وأن لا ينسوا ما قاله علمائنا قديماً (من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب) .




ليست هناك تعليقات: