الصاحبٍ اللي ما يجي مثله إنسان
ياما انتشلنا من محيط الرتابة
طَيّب و متواضع و مبدع و فنان
ما ضاق باللي لا طفَش دَقّ بابه
وجهه بشوش ومسفهلٍ و فَتّان
يفر من نوره ظلام الكآبة
ما أنزَل جليسه في مذلة و حقران
و الكِبْر عمره ما تَلَبّس ثيابه
ممتع و له وقفات في كل ميدان
للجِدّ جِد و للدعابة دعابة
ياما أسْعَد إنسانٍ و ياما أشْغَل إنسان
كم واحدٍ سيطر عليه و غدا به
و أنساه خِلاّنٍ و وَدّاه خِلاّن
و مَشّاه في صحراء و وَدّاه غابة
و ياما قطع حبل الصِلة بين الأخوان
وكم قاطعٍ من رحلة الهجر جاء به
وياما حفظ سرٍ عن عيون و آذان
و ياما نشر عيبٍ خطير و سعىٰ به
للخير معوان و للشر معوان
شيخٍ بوقت و وقت قائد عصابة
يمشي مع أطفال وشبابٍ وشيبان
ويرافق النسوان حضرة جنابه
بالصدق له شأنٍ و بالكذب له شأن
و يزيد قَدره و يتجَدَّد شبابه
علمه غزير و بالفصاحة له لسان
قبل السؤال يتم يعطي جوابه
طعامه بجوفه لهائب و نيران
و الماء لو إنه عذب يَكرَه شرابه
ينظر بعينٍ كنها عين ثعبان
تَلْمَع بوجهه كبر رأس الذبابة
وعيونه الخلفية عيون شيطان
أقوى نظرها من عيون الذيابة
ويبكي بلا دمعٍ من الجفن هَتّان
ويضحك و لاعمره تبَسَّم بنابه
متحدِّثٍ بلسان أعاجم و عربان
و يقرأ الحروف و ماهرٍ بالكتابة
ساد بزمانه وأذهل الإنس والجان
و رقىٰ مكانٍ ما به أحدٍ رقىٰ به
أخذ عقول الناس حضرٍ و بدوان
و أحدَث وجوده ثورةٍ و انقلابَه
أنا أشهد إنه للمهمات عنوان
حائز على أوصاف الذكاء و النجابة
عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي