----- حوار مع النفس -----
نفسي تزايد من عناها هبالها
أخطيت يوم إني سعيت بدلالهـا
كنت أحسب إن النفس تشبع وترتوي
وأسرفت في تحقيـق ماجـاء ببالهـا
ويوم اكتشفت إن الخطر حام حولنا
بأسبابها وأسباب ترك الهوى لهـا
حاولت أروّضهـا وأعدّل طباعهـا
وعَصَت عليّ وبان منهـا خبالهـا
وقامت تطالبني وتصرخ وتنتخي
وتلوذ برقبتي وترمي بشالهـا
وتقول: تكفى! شف غدت كيف حالتي
من شافها لو هو عدوٍ رثى لهـا
قلت: أقنعي يانفـس ماعاد عندنا
لِك حاجة ٍ تقضى قريبٍ منالهـا
أتعبت فـي كل أمنياتِك جوارحي
حتى اشتكى جنوب الأعضاء وشمالها
قالت: وش اللي غيرك، قلت: خالقي!
ثم اسكتت ساعة! ورَدّت سؤالهـا
وقالت: ترى ربك بعفوه ورحمته
يغفـر ذنوبٍ ماقدرت احتمالهـا
قلت: إيه قلتي حق تبيـن باطل
رحمة عظيم الشأن طالب ظلالهـا
قالت: غريب الفكرة اللي تشكّلت
في داخلك حتى افتتنـت بجمالهـا
وخَلتْك ترفضنـي وتهمل مطالبي
وتقلـِب عليّ الطاولـة باحتفالهـا
قدّامَك الأيام والحرب قادمة
وتَعْرِف من اللي ينتصر من خلالهـا
قلـت: الله القادر بعزه وقوّته
ينصر جيوش الحق و يعز جالهـا
ولازالت النفس يتعاظم عنادها
وترفع عليّ من الدعاوي هزالهـا
ولازلت أحاورها عسى يوم تقتنـع
وأزريت أسكّتها و أوقّف جدالهـا
عبد العزيز شداد الحيسوني الحربي